لم تعد المواطنة سارة قادرة على تحمل مناظر البؤس والفقر التي تعيشها أسرتها ولم تعد تحتمل مشاهدة دموع أمها وهي تذرفها حزناً على ما آلت إليه أحوالهم فالأب قد توفي وترك الأسرة تعاني من جحيم الفقر والحاجة والأم كبيرة في السن وتعاني من الضغط وأمراض أخرى ولا تستطيع القيام بأمور المنزل ولديها وأخوها معاق لا يستطيع هو الآخر القيام بنفسه. تقول سارة لقد أغلقت السعادة في وجهي أبوابها ولم أعد أعرف للابتسامة طعماً ولا للفرح طريقاً فأنا شابة غير متزوجة أبلغ من العمر 27 سنة ووالدي قد توفي وتركنا نصارع الفاقة وإنني حملت هم أسرتي منذ نعومة أظافري ولا أعرف معنى السعادة ورغم ذلك فقد واصلت تحصيلي الدراسي لكي أؤمن لقمة العيش لأمي ولأخواتي الصغيرات ولأخي المعاق إلا أنني لم أكمل دراستي الجامعية نظراً للفقر الذي أحكم قبضته علينا فليس لدي من يوصلني إلى الجامعة ولا أملك مصاريف الكتب والمذكرات فاكتفيت بدخولي في دورات مكثفة في مجال الحاسب الآلي وكذلك السكرتارية أملاً في أن أحصل على وظيفة تؤمن الحياة الكريمة لي ولأسرتي المنكوبة. وتشير سارة إلى أنها طرقت بعد باب الله –عز وجل- أبواباً كثيرة بحثاً عن أي وظيفة وحاولت بكل ما أوتيت من سبل أن تحصل على مصدر للدخل إلا أنها لم تجد وبقيت حبيسة الفقر والحرمان وتقول سارة : كنت ومازلت مجبرة على البحث عن أي عمل لأني أوضاعنا الأسرية والمادية في غاية السوء فلا يصرف لنا من الضمان الاجتماعي سوى 1200 ريال و800 ريال تصرف لأخي المعاق أي أن مجموع ما نتقاضاه شهرياً هو ألفا ريال فقط ! فماذا عساها أن تفعل وكيف نؤمن بها حياتنا ؟! مؤكدة أن والدتها طالما اقترضت من الناس المال لكي تصرف علينا ولهذا السبب فإني أناشد أهل الخير وولاة أمرنا وفقهم الله مساعدتي للحصول على أي وظيفة سواء في الأحساء أو الدمام أو الخبر فأنا حاصلة على شهادة في إدخال البيانات ومعالجة النصوص من معهد نيوهورايزون كما أنني حاصلة على شهادة في السكرتارية وأملي في ولاة أمرنا أن يقفوا معي وأن يؤمنوا لي وظيفة أسد بها جوع أسرتي.