يقف الاهلي على اعتاب التاريخ بعدما اصبحت تفصله 90 دقيقة فقط عن التتويج بأول لقب قاري عندما يخوض نهائي دوري ابطال آسيا لكرة القدم في ضيافة اولسان هيونداي على ملعب جانجيونغ سيتي الذي يتسع ل25 الف مشجع، والمنتمي لمدينة بوسان سابع أكبر المدن في كوريا الجنوبية، من حيث عدد السكان البالغ 1.1 مليون نسمة. الاهلي غادر الى كوريا الجنوبية على متن طائرة خاصة تكفل بها الأمير خالد بن عبدالله لضمان عدم ارهاق لاعبيه بدنياً قبل الموقعة المرتقبة اذ يحتاج اللاعبون للتتويج باللقب، للمخزون اللياقي العالي لتحقيق مبتغاهم والعودة للسعودية متوجين ابطالاً للقارة الصفراء. حلم الاهلي في زعامة اكبر قارات العالم طال انتظاره 26 عاماً، وهي فترة زمنية ليست بالقصيرة في عالم كرة القدم، إذ كانت المرة الاولى التي يتأهل فيها الفريق لنهائي اسيا كانت في العام 1986، عندما خسر النهائي امام فريق بوسان ايبارك الكوري الجنوبي 1/3. ولم يكن طريق الأهلي للنهائي «الحلم» مفروشاً بالورود بل اعتراه الكثير من العقبات، إذ تجاوزها بنجاح نتيجة حنكة الإدارة وخبرة مدربه التشيخي غاروليم وحماس ورغبة نجومه. الاهلي خالف كل الترشيحات المسبقة التي صبت في صالح الاتحاد والهلال في بداية المشوار بحجة ان معظم لاعبيه من صغار السن، ولا يتمتعون بالخبرة الاسيوية الكافية لتخطي دور المجموعات، الا ان الاهلي شق طريقه بثبات وتصدر المشهد، ويثبت بانه الفريق السعودي الوحيد القادر على الوصول للنهائي بفضل حماس لاعبيه الشباب الذين اثبتوا باصرارهم وعزيمتهم تفوق الدماء الجديدة على عنصر الخبرة. غاروليم لم يترك شيئاً للصدفة، إذ تعمد ان يسبق مساعده التشيخي ميروسلاف غاركل وإخصائي التغذية هاني وهبة وعضو العلاقات العامة محمد الحكمي البعثة وصولاً إلى كوريا الجنوبية ليتابع مواجهة أولسان الكوري أمام مواطنه بوهانغ ستيلرز التي اقيمت السبت الماضي ضمن مباريات الدوري المحلي، التي خسرها أولسان بهدف من دون رد على ملعبه. وسجل غاروليم عدداً من نقاط القوة والضعف لدى الفريق الكوري. الفرصة باتت مواتية والظروف اصبحت مهيأة أمام الأهلي اكثر من اي وقت مضى لرد اعتباره بصفة خاصة والفرق السعودية بصفة عامة امام الفرق الكورية ليعوض خسارته امام بوسان الكوري بعد 26 عاماً، وليثأر للهلال لخسارته امام اولسان نفسه في ربع نهائي النسخة الحالية برباعية نظيفة في الرياض قبل ان يعود من كوريا الجنوبية بتعادل ايجابي قوامه هدف في مقابل هدف مما زادت معه معاناة الهلال في البطولة الاسيوية. طريق ادارة «الراقي» نحو الالقاب برئاسة الامير فهد بن خالد لم يكن مفروشاً بالورد لتحقيق النجاح، إذ ان التخطيط للمستقبل يتطلب أرضية صلبة، وهو ما سعت لتوفيره منذ البداية، بالتعاقد مع اجهزة فنية مرموقة على فرق النادي كافة، وايضاً التعاقد مع لاعبين اجانب من طراز رفيع إلا الادارة الاهلاوية كانت محظوظة بوجود الامير خالد بن عبدالله كرئيس لهيئة اعضاء الشرف بالنادي، حتى ان معظم الاندية باتت تحسد الاهلي وجماهيره على الرجل الذي لم يبخل لا بجهد ولا بمال لمساندة الفريق محلياً وخارجياً. ادارة الاهلي بادرت منذ وقت باكر بالتمديد للتشيخي غاروليم لموسمين مقبلين حتى تحافظ على المكتسبات الفنية التي وصل اليها الفريق الاهلاوي في عهده، وهو ما حدث بالفعل، اذ نجح غاروليم في عملية الاحلال والتبديل من دون ان يتعرض الفريق لاية هزة فنية. المتتبع لخطوات الاهلي يجد ان متوسط اعمار لاعبيه لا يتخطى 24 عاماً وهو معدل اعمار مناسب يستطيع معه الفريق الاستمرار في المنافسة لسنوات مقبلة عدة. غاروليم راهن على اللاعبين صغار السن ونجح في رهانه عندما دفع باللاعب الناشئ مصطفى بصاص صاحب ال17 ربيعاً في مواجهتي الاتحاد في نصف النهائي، وكان اللاعب عند مستوى الثقة التي منحها اياه المدرب. هناك ايضاً على خريطة الفريق الاهلاوي لاعبون صغار امثال المتألق عبدالرحيم جيزاوي، ومعتز الموسى ومنصور الحربي وياسر الفهمي. واذا ما تطرقنا للاعبين الاجانب في الاهلي سنجد ان محترفي الاهلي من افضل اجانب الدوري المحلي، إذ احتفظ بالثلاثي البرازيلي فيكتور سيموس والعماني الدولي عماد الحوسني والمدافع الكولومبي خايرو بالومينو للموسم الثاني على التوالي، بينما حرص على اكمال عقد الرباعي الاجنبي بالارجنتيني دييغو موراليس.