تعرضت مناطق عدة في ريف دمشق وريف حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) لغارات من الطيران الحربي والمروحي السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى إسقاط طائرة حربية في دير الزور (شرق). وتزامنت هذه الأحداث مع انفجار في العاصمة وتحقيق المقاتلين المعارضين مكسباً مهماً من طريق الاستيلاء على حقل نفطي في شرق البلاد. وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أمس 96 شخصاً، وفق المرصد السوري. وقال المرصد في بيانات متلاحقة إن الطيران الحربي نفذ غارات على مناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وعلى مدينة الباب في ريف حلب قتل فيها ثلاثة رجال وامرأة، وعلى مدينة معرة النعمان وقرى في منطقة جسر الشغور وجبل الزاوية في محافظة إدلب قتل فيها ستة مدنيين. في الوقت نفسه، سجلت اشتباكات في مدينة حرستا وبلدتي جسرين وعربين في ريف دمشق. وكانت اشتباكات عنيفة استمرت نصف ساعة وقعت فجراً بين مقاتلين معارضين وعناصر من الأمن قرب فرع الأمن السياسي في ساحة الميسات في وسط دمشق. وقبل الظهر، وقع انفجار قرب فندق «داما روز» ومرأب اتحاد نقابات العمال في وسط دمشق أسفر عن إصابة أحد عشر شخصاً بجروح، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التي اتهمت «إرهابيين» بالعملية. وتوجد في المنطقة التي وقع فيها الانفجار مراكز أمنية عدة بينها مقر هيئة الأركان. وكان نشطاء من المعارضة قالوا لرويترز إن التفجير كان بالقرب من مؤسسات عسكرية واقعة تحت حراسة مشددة في قلب العاصمة. ونفذ مقاتلو المعارضة سلسلة من التفجيرات التي تستهدف المباني الحكومية والعسكرية في دمشق هذا العام. وقالت جماعتان إسلاميتان وهما «أحفاد الرسول» و «أنصار الإسلام» الشهر الماضي إنهما زرعتا قنابل في مبنى حكومي أمني رئيسي في دمشق. وأعلنتا أيضاً المسؤولية عن تفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة في وقت سابق من تشرين الأول (أكتوبر) استهدفت مجمعاً أمنياً على أطراف دمشق. من جهة ثانية، أفاد المرصد عن العثور على ست جثث لأشخاص من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب منطقة حوش بلاس التابعة لحي القدم في جنوبدمشق. وكان «فقد الاتصال مع هؤلاء عصر أمس عندما كانوا في طريق عودتهم لإحضار جثمان قريب لهم قتل في بلدة السبينة في ريف دمشق». وأشار إلي أن الجثث تحمل أثار «تعذيب وتنكيل». ووقعت معارك عنيفة قرب بلدة السفيرة في ريف حلب قتل فيها ستة مقاتلين معارضين، وفق المرصد، في حين يشهد بعض أحياء مدينة حلب اشتباكات، وتتعرض أحياء أخرى لقصف من القوات النظامية. وفي مدينة درعا (جنوب)، تعرض حيا طريق السد ومخيم النازحين للقصف من القوات النظامية السورية التي «حشدت أعداداً كبيرة من الآليات والجنود على أطراف الحيين من أجل اقتحامهما»، وفق المرصد الذي أشار إلى «مقاومة شرسة من مقاتلي الكتائب الثائرة». واستمرت الاشتباكات منذ صباح أمس في المدينة وقد سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. كما دارت اشتباكات عنيفة، وفق المرصد، في محيط حي دير بعلبة في مدينة حمص الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه منذ أسابيع. وشن مقاتلون معارضون هجمات على حواجز عسكرية عدة في قرى عامود واليعقوبية وزرزور والجديدة في ريف جسر الشغور في إدلب ترافقت مع قصف واشتباكات. كما وقعت اشتباكات عند مدخل مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المعارضون منذ التاسع من تشرين الأول. وفي محافظة دير الزور، قتل مقاتلان معارضان في مدينة الميادين أحدهما نتيجة القصف على المدينة والآخر خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط كتيبة المدفعية عند أطراف المدينة. ونقل المرصد عن ناشطين وشهود أن المقاتلين أسقطوا طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط كتيبة المدفعية، وأن الطائرة تحطمت قرب بلدة بقرص، مشيراً إلى معلومات أولية عن أسر الطيار. في المنطقة نفسها، استولى مقاتلون معارضون أمس على حقل نفطي شرق الميادين بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات مع القوات النظامية التي قتل وجرح وأسر منها حوالى أربعين عنصراً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان «تمكن مقاتلون من لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين بعد حصار استمر أياماً عدة، ووردت معلومات عن مقتل وجرح وأسر عناصر السرية المكلفة حراسة الحقل والبالغ عددهم حوالى أربعين». وأشار المرصد إلى أن المهاجمين استولوا أيضاً على دبابة وناقلة جند مدرعة وذخيرة وشاحنة عسكرية. وتعرضت أنابيب نفط ومحطات ضخ عدة في السابق لعمليات تفجير، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنها المرة الأولى التي يتمكن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع السوري في منتصف آذار (مارس) 2011. ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق والتي تضم أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سورية، وتستثمر هذه الحقول شركات وطنية وأجنبية ومشتركة.