تواصلت أعمال العنف في أنحاء مختلفة في سورية أمس، وقتل 8 أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء تفجير عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب جنوب شرقي دمشق، وشنت الطائرات الحربية السورية غارات جوية على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق وشمال غربي البلاد، فيما ارتفع عدد الضحايا إلى اكثر من 36 ألف قتيل منذ اندلاع الأزمة السورية في آذار (مارس) 2011 بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان أمس «استشهد ثمانية مواطنين على الأقل وأصيب العشرات بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بدراجة نارية، بحسب المعلومات الأولية، وانفجرت أمام فندق آل ياسر قرب مقام السيدة زينب المقدس لدى الطائفة الشيعية». وقال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل إن «الحصيلة الأولية للتفجير الإرهابي بعبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق ستة شهداء و 13 جريحاً». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب»، مشيرة إلى أن الحادث اسفر عن وقوع «عدد من الضحايا والإصابات»، من دون ذكر تفاصيل إضافية. وليست المرة الأولى تستهدف فيها مدينة السيدة زينب بتفجير منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف آذار 2011. ففي 14 حزيران (يونيو) الماضي، جرح 14 شخصاً بتفجير انتحاري في موقف للسيارات وسط منطقة تضم مقام السيدة زينب ومشفى الإمام الصدر ومركزين أمنيين. وتعد المنطقة الواقعة على أطراف القسم الجنوبي الشرقي من دمشق مقصداً مهماً للسياحة الدينية لا سيما للزوار الشيعة، ويؤمها الآلاف من القادمين من دول الخليج والعراق وإيران ولبنان لزيارة مقام السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب. ولاحقاً أوردت وكالة سانا نقلاً عن مصدر مسؤول أن «إرهابيين يستهدفون بقذيفة هاون مبنى سكنياً في حي غربة بمنطقة السيدة زينب، ما اسفر عن استشهاد وإصابة عدد من سكان المبنى»، من دون تفاصيل إضافية. من جهة أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي عن وقوع انفجار في معضمية الشام، جنوب غربي العاصمة السورية، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية. ونقل التلفزيون في شريط إخباري عاجل عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله «تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي في معضمية الشام في ريف دمشق يسفر عن وقوع عدد من الإصابات». وقال المرصد السوري «هز انفجار شديد بلدة معضمية الشام وتشير المعلومات الأولية إلى انه ناجم عن سيارة مفخخة وأسفر عن خسائر بشرية». إلى ذلك، شنت الطائرات الحربية السورية الأربعاء غارات جوية على مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق وشمال غربي البلاد. وتعرضت مناطق الغوطة الشرقية إلى الشرق من العاصمة «منذ صباح الأربعاء لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين وبلدات الغوطة»، منها «اربع غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها» بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت الطائرات المقاتلة نفذت خمس غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المناطق المستهدفة. وأفاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام مدينة حرستا في ريف دمشق، بينما تتعرض بلدة زملكا للقصف وتدور اشتباكات في محيطها البلدة وبساتين الغوطة الشرقية. وكانت مناطق الريف لا سيما الواقعة إلى الشرق من العاصمة، هدفاً لغارات جوية مكثفة الثلثاء، تزامناً مع شن طائرات مقاتلة غارة هي الأولى على مدينة دمشق استهدفت حي جوبر (شرق). وشددت القوات النظامية في الفترة الماضية حملتها في ريف العاصمة للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. كذلك استهدفت الغارات الجوية مناطق في محافظة إدلب (شمال غرب) لا سيما مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الأول (أكتوبر)، مما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية. وأشار المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة تدور عند المدخل الجنوبي للمدينة بين المقاتلين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام معرة النعمان. كذلك هاجم مقاتلون معارضون «حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية-إدلب في ريف جسر الشغور»، بحسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات «رافقها تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة». وذكر المرصد أن حصيلة موقتة لأعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الأربعاء بلغت 32 قتيلاً. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري بارتفاع عدد الضحايا إلى اكثر من 36 ألف قتيل منذ اندلاع الأزمة السورية في آذار (مارس) 2011. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي أن «25 ألفاً و667 مدنياً، وتسعة آلاف و44 جندياً نظامياً، و1296 منشقاً» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار 2011. وأشار عبد الرحمن إلى توثيق مقتل 439 شخصاً منذ أيار (مايو) الماضي إلى تشرين الأول (أكتوبر)، لكنهم غير مشمولين بالحصيلة النهائية لأننا «لم نتمكن بعد من تحديد هوياتهم، أو ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين معارضين أو جنوداً نظاميين». وأكد عبد الرحمن أن الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين أو الضحايا الذين لم يتم توثيق أسمائهم، اضافة إلى العديد من أفراد الميليشيات المؤيدة للنظام والمعروفين باسم «الشبيحة». ويعد آب (أغسطس) اكثر الأشهر دموية في النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهراً، إذ قتل خلاله خمسة آلاف و440 شخصاً. أما اليوم الأكثر دموية فكان 26 أيلول (سبتمبر) مع 305 قتلى. وأوضح عبد الرحمن أن المعدل اليومي للضحايا منذ الأول من آب بلغ 165 قتيلاً.