في انتظار اعلان النتائج النهائية يبدو حزب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الفائز في الانتخابات التشريعية في اوكرانيا، لكن الانتقادات الدولية تكاثرت حيالها اذ يندد الغربيون بتراجع الديمقراطية في هذا البلد. وقد احتل حزب المناطق الطليعة في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد بحصوله على 30,8% من الاصوات يتبعه تحالف باتكيفشتشينا الذي يضم حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو (24,8%) بحسب النتائج بعد فرز الاصوات في 94% من مراكز التصويت. وسجل حزب "اودار" المعارض بزعامة الملاكم الشهير فيتالي كليتشكو دخولا ملفتا الى البرلمان باحتلاله الموقع الثالث (13,7%) متعادلا مع الشيوعيين (13,5% ايضا) الذين لا يتقدم عليهم سوى ببضع مئات الاصوات. ثم يأتي في الترتيب الحزب القومي سفوبودا (10,1%). اما حزب نجم كرة القدم اندري شيفتشنكو فلم يحصد من جهته سوى 1,6% من الاصوات، اي ظل بعيدا دون العتبة الانتخابية الضرورية المحددة ب5% لدخول البرلمان. وتشمل هذه النتائج المقاعد الموزعة وفق النظام النسبي (225 من اصل 450 مقعدا يتألف منها مجلس النواب). وينتخب النصف الاخر من النواب ال450 على اساس النظام الاكثري الفردي، ما سيؤثر بشكل كبير على تشكيلة البرلمان. غير انه يبدو مرجحا في رأي عدد من المحللين ان يشكل حزب المناطق بزعامة الرئيس يانوكوفيتش الاغلبية في المجلس النيابي الجديد، من خلال التحالف مع الشيوعيين على الارجح. ويتوقع المحللون ان يحصل الحزب الحاكم لوحده على 75 نائبا منتخبين وفق النظام النسبي، وعلى ما لا يقل عن 115 نائبا آخر وفق نظام الاقتراع الاكثري الفردي، ثم سينضم الى صفوفه عشرات اخرون من النواب المستقلين المنتخبين على اساس نظام الاقتراع الفردي. لكن الغرب انتقد بشدة الانتخابات الاوكرانية. فمنذ الاثنين عبرت رئيسة بعثة المراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا والبورغا هابسبيرغ دوغلاس عن اسفها لتراجع الديمقراطية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة وذلك في بيان تميز بحدة اللهجة. وكتبت "ان التقدم الديمقراطي الذي كان قد لوحظ تراجع في اوكرانيا" منددة ب"تجاوزات السلطة والدور المفرط الذي لعبه المال في هذه الانتخابات". وعبرت الولاياتالمتحدة عن الموقف نفسه فدعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء كييف الى "وضع حد لتراجع" الديمقراطية. كذلك ندد الاتحاد الاوروبي ب"التقصير" اثناء الانتخابات. في المقابل اعتبرت روسيا من ناحيتها ان الاقتراع ديمقراطي. والاثنين بدأت رئيسة الوزراء السابقة والمعارضة يوليا تيموشنكو التي انتقد الغرب غيابها عن الانتخابات بسبب سجنها، اضرابا عن الطعام احتجاجا على ما اعتبرته "تزويرا" للاقتراع. وقالت عبر محاميها من المستشفى العام في خركيف (شرق) حيث تعالج منذ ايار/مايو الماضي بسبب انزلاق غضروفي، "ان الانتخابات التشريعية تم تزويرها من اولها الى اخرها". وغداة هذا التصريح الغت السلطات الاوكرانية زيارة لمراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا كانت مقررة الثلاثاء الى المستشفى، مبررة هذا القرار ب"ضرورة مراقبتها بشكل دائم من قبل الاطباء". وصرحت هابسبيرغ دوغلاس التي قامت بالرغم من كل شيء بزيارة المستشفى بدون ان تتمكن من رؤية المعارضة، للصحافيين انها تصف هذا القرار ب"انتهاك لحقوق الانسان". واضاف زميلها ماتيو ميكاتشي كما نقل عنه بيان منظمة الامن والتعاون "ان تيموشينكو ليست معاقبة لانها خرقت قانونا في الاعتقال، وانما لانها رفضت تناول الطعام"، مضيفا "آمل ان تصحح السلطات الاوكرانية سريعا هذه الخطأ الخطير". واتهم باتكيفشتشينا وسفوبودا السلطات بمحاولة تزوير نتائج التصويت وهددا بتنظيم تظاهرات احتجاج. وقال احد نواب باتكيفشتشينا، سيرغي باشينسكي، "هذا لا يعني اننا سنخرج الناس الى الشارع، فسيفعلون ذلك بانفسهم".