استحوذ معرض «زيان للقرآن الكريم» في مهرجان «الدوخلة» على إعجاب شرائح واسعة من زوار المهرجان، الذين تهافتوا على دخوله، ووصفه بعضهم ب«تحفة المهرجان». وقال المسؤول عن المعرض سعيد آل طلاق: «يهدف المعرض للتثقيف حول حفظ القرآن الكريم، وكيف تمكنت الأجيال السابقة من حفظه لتصل إلى الأجيال الحالية، فلم يقتصر الأمر على كتابة الآيات الكريمة على الورق فقط، بل على الدروع والسيوف والقبب والجدران». ويحوي المعرض 762 قطعة، 62 منها مخطوطات أثرية، يصل عمر بعضها إلى 100 سنة وأكثر، إضافة إلى منسوخات قرآنية من بعض الدول الإسلامية، مثل المصحف التركي المميز بالأسلوب «الألفي»، إذ تبدأ كل صفحة بحرف الألف، وتُختتم به أيضاً. وانتشر هذا النمط في العصر العثماني، إضافة إلى المصحف الإيراني المميز بأوراقه المُعطرة، التي يدوم عطرها لسنوات. كما تُعرض خوذة وسيف ودرع محفور عليها آيات من القرآن الكريم، ويزيد عمرها على 150 عاماً. وشهد مهرجان «الدوخلة» الذي يقام برعاية إعلامية من «الحياة» تقلصاً في عدد الزوار مساء أول من أمس إلى 31 ألف زائر، إلا أن القائمين على المهرجان رفضوا اعتبار ذلك «أمراً محبطاً»، لافتين إلى «انتهاء إجازة عيد الأضحى لدى بعض الناس، إضافة إلى التقلبات الجوية التي تعرضت لها محافظة القطيف مساء أول من أمس، التي كان لها دور كبير في تقلص عدد الحضور. إلا أن العدد ما زال في معدله المرتفع مقارنة بالسنوات الماضية». وشكّل كبار السن نسبة كبيرة من زوار المهرجان. وعلى رغم أن كثيراً منهم لا يفضلون الخروج من المنازل والقيام برحلات وزيارات إلى الأماكن العامة، إلا أن مهرجان الدوخلة يعتبر مختلفاً لدى كثير منهم. كما تؤكد السبعينية أم عبدالهادي، التي تقطن في منزل قريب من موقع «الدوخلة». وتقول: «يعيدني المهرجان إلى سنوات البساطة التي أحنُّ إليها كثيراً». وتضيف: «أشعر بالألفة في القرية التراثية، فهي تجسد لي ذكريات خلت، بحلوها ومرها». وعن حضور أولادها معها، قالت: «ما يميّز «الدوخلة» أنها أعطت كل فئة عمرية حقها، من التسلية والترفيه، ولم يتركوا جانباً إلا أعطوه اهتماماً خاصاً». ويتهم أبناء أبو عبدالله، بالعيش في زمنه، والابتعاد عن التطورات الحالية، وهو لا يعارض هذا الاتهام، لذا يحرص على زيارة القرية التراثية في المهرجان على كرسيه المتحرك، لأنها «تعيدني إلى ذاك الزمن»، مؤكداً أن «ركن الغوص في القرية التراثية يشعرني بالأسى على ما نحن عليه الآن، فقد بات الصيد حكراً على العمالة الوافدة، وأشفق على أبنائنا الذين هجروا هذه المهنة، وهي مهنة الآباء والأجداد، فلا يستشعر قيمة البحر إلا من يغامر بدخوله، على رغم خطورته، وبات الصيد مجرد هواية، لذا أجد هنا في القرية التراثية بكل ما تحمله من الماضي الذي عشته متنفساً لي، فقد افتقدت تلك المعيشة وأسلوب الحياة». وأضاف أبو عبدالله: «فرحت كثيراً عندما علمت أن القرية التراثية لن يتم إزالتها في العام المقبل، لتبقى معلماً سياحياً لأهالي المنطقة، وللزوار أيضاً»، مردفاً: «لا يمكننا أن نتخلى عن ماضينا بكل ما فيه، وإن فعلنا فلن نملك حاضرنا». وأجرى موقع «الدوخلة» الإلكتروني، استبياناً حول ما يميز المهرجان، فكانت النسبة العظمى للعمل التطوعي، يليه تنوع الفعاليات. يُذكر أن عدد المتطوعين في «الدوخلة» هذا العام تخطى ال1000 متطوع ومتطوعة. أُخضعوا جميعاً لعدد من الدورات قبل انطلاق المهرجان. معرض «زيان القرآن الكريم» شهد التفاعل الأوسع من الحضور. (سعد الدوسري)