يعكف، 1300 متطوع، على العمل لإطلاق النسخة الثامنة من مهرجان «الدوخلة الشعبي»، الذي اعتادت محافظة القطيف إحياءه، في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام. ويشارك في المهرجان آلاف الأطفال، مرتدين أزياء تراثية خليجية، ويلقون «الدوخلات» في مياه الخليج العربي، على وقع كلمات الأهزوجة التراثية الشهيرة: «دوخلتي حجي بي... حجي بي... لا من يجي حبيبي... حبيبي رايح مكة... مكة... ومكة المعمورة». و«الدوخلة»، عبارة عن إناء يصنع من خوص النخل، وهو أصغر من «القفة» حجماً، أو يكون من علبة معدنية، تملأ بالسماد والطين، وتزرع قبل حلول شهر ذي الحجة ببذور مختلفة، يغلب عليها القمح والشعير، لأنهما سريعا النمو، ويهتم الأطفال بها، ويثابرون على سقايتها، حتى تنمو. وتختلف مسميات الدوخلة من منطقة لأخرى في الخليج العربي، فأهل قطر يسمونها «الحية بيه»، فيما يسميها آخرون «الحجي بيجي»، أي أن «الحاج سيعود». وتستعد لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في سنابس، لإطلاق المهرجان خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، عبر إقامة ورش عمل للمتطوعين والمتطوعات المشاركين في المهرجان. وقال رئيس اللجنة حسن آل طلاق، ل «الحياة»: «شرعنا في إعداد الأرض التي سيقام عليها المهرجان. وتم نصب المخيمات في الموقع. ويجري العمل على قدم وساق، لإطلاق المهرجان في التاسع من شهر ذي الحجة، ويستمر حتى 18 من الشهر ذاته» وأكد آل طلاق، أن السنوات السبع الماضية، «أكسبتنا خبرة كبيرة، وثقة نعتز بها من جانب الأهالي، سواءً من داخل محافظة القطيف، أو خارجها. وازدياد أعداد الزوار سنوياً دليل على ذلك. كما أنه يضاعف المسؤولية علينا لنقدم الأفضل». وبدأ المهرجان قبل سبع سنوات، على مساحة مئة متر مربع، لكنه أخذ يتنامى عاماً بعد آخر، حتى وصل هذا العام إلى أكثر من 40 ألف متر مربع، خصصتها بلدية محافظة القطيف لإقامة المهرجان. ويبلغ عدد الفعاليات المتوقع إقامتها 36 فعالية، إضافة إلى 26 نشاطاً رئيساً. وعن متوسط أعداد الزوار، قال آل طلاق: «استقبلنا العام الماضي، 24.700 زائر في اليوم. وكان عدد الزوار في العام الذي سبقه أكثر من 25 ألفاً. والفارق بين العامين كان بسبب تقلب الأحوال الجوية في العام الماضي»، مضيفاً «حطمنا رقماً قياسياً في اليوم الثالث من العام الماضي، ب48 ألف زائر، حين تحسن الطقس. وحضر زوار المهرجان العام الماضي، من 14 مدينة سعودية، و11 دولة عربية، و9 دول أجنبية. وفاقت كلفة المهرجان ثلاثة ملايين ريال. فيما يتوقع أن تفوق الكلفة هذا العام أربعة ملايين ريال». وأضاف «بلغ عدد المتطوعين في العام الماضي، 1286 متطوعاً، منهم 863 رجلاً، و423 امرأة. كما نستقبل الصغار في السن، لأن العمل التنموي لا يرتبط في سن أو جنس محدد، وأي شخص يبدي الرغبة؛ علينا قبوله، لأنه جزء من التربية والتنمية». بدوره، قال رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان عبدالله العسكري: «تبدأ اليوم أولى فعاليات مهرجان العمل التطوعي الذي يسبق إطلاق مهرجان الدوخلة. ويعتبر تأسيساً له، عبر تقديم ورش عمل للمتطوعين والمتطوعات، التي تقام للعام الثاني تحت عنوان «العمل التطوعي عطاء ووفاء». وعن الفعاليات، ذكر العسكري، أن من بينها «البيت الشعبي، والقهوة الشعبية، والأركان الصحية، والمسرح ، والأركان الاجتماعية والخيرية. فيما يتم الآن التفاوض مع مسرحية خليجية، ليتم عرضها في المهرجان. ومن الفعاليات التي غابت في العامين الماضيين معرض القرآن الكريم، وهي النوادر من المصاحف، مثل أطول مصحف، أو مصاحف قديمة جداً، أو صغيرة جداً، ومذهبة، إضافة إلى فعاليات أخرى». يُشار إلى أن مهرجان «الدوخلة» انطلق في العام 1426ه، وولدت فكرته من خلال مطالبات عدد من الكتاب في منتدى «سنابس الثقافي» الإلكتروني، بإحياء التراث الشعبي، الذي كاد بعض أهالي المنطقة ينسونه، وبخاصة «الدوخلة»، فتصدى للفكرة عدد من أبناء سنابس، وقاموا بتنظيم مهرجان صغير جداً، وبإمكانات بسيطة. وطالب المشاركون بإقامته سنوياً، وهو ما دأب الأهالي على تنظيمه.