لم يختلف عيد الأضحى عن سوابقه في بغداد: الإجراءات الأمنية المشددة ذاتها خلفت ازدحاماً خانقاً في الشوارع وأمام مداخل المتنزهات، وضيعت فرحة الاحتفال بالعيد، على رغم إعلان أمانة بغداد أن «الدخول إلى المرافق السياحية مجاني». لكن الإجراءات الأمنية المبالغ فيها وقبلها التحذيرات التي تحدثت عن وجود مخطط ل «تنظيم القاعدة» لتنفيذ هجمات واسعة، لم تمنع مئات الألوف من البغداديين من التوجه إلى حدائق الزوراء، وهو المتنزه الوحيد في العاصمة، ومن لم يتمكن من الوصول، ذهب إلى كورنيش الأعظمية أو شارع أبي نواس. وشهدت المقابر ازدحاماً، بعد صلاة العيد مباشرة، لاستذكار الأحبة الذين خطفتهم الحرب وما خلفته من إرهاب أعمى ما زال يحصد المدنيين. معظم الناس يعودون في اليوم الأول من العيد إلى منازلهم بعد زيارة المقابر، لتوزيع لحوم الأضاحي ولزيارة الأهل والأصدقاء وتناول المعجنات التي يسميها العراقيون «الكليجة» مع الشاي. ويبدو أن ليل بغداد سيكون حاضراً ولو بشكل جزئي خلال أيام العيد، فالعقيد ضياء الوكيل، الناطق باسم مكتب القائد العام، ابلغ «الحياة» أن «حظر التجول سيخفف بشكل كبير وسيكون من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى 4 صباحاً»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية ونقاط التفتيش ستتغاضى عمن يتأخر بعد الواحدة صباحاً». ولفت إلى أن «هذه المرونة لا تعني تراخي الأجهزة الأمنية، فهي تأخذ كل الاحتمالات في الحسبان وستكون متأهبة لمواجهة التحديات». وأشار إلى أن «القوات الأمنية باشرت تنفيذ الإجراءات والخطط الخاصة بحماية تجمعات المواطنين في المتنزهات والمرافق السياحية منذ يومين، ومساء امس (أول من أمس) عشية العيد تم تمشيط مدينة بغداد براً وجواً». أمانة العاصمة أعلنت أن «دخول المرافق السياحية سيكون مجانياً»، مؤكدة أن «الأماكن السياحية ستبقى مفتوحة أمام الزائرين حتى ساعات متأخرة من الليل». وقال أمين بغداد بالوكالة عبد الحسين المرشدي إن «أبواب المرافق السياحية والترفيهية مفتوحة أمام الأسر البغدادية والوافدين من كل المحافظات».