عاشت بغداد امس اجواء خاصة بعيد الفطر هذا العام بعد انسحاب القوات الأميركية المقاتلة وبعدما وحد جزء من الشيعة إفطارهم مع السنة، وازدحمت شوارع العاصمة منذ الساعات الأولى للصباح بطوابير الأهالي الذين وقفوا امام افران الصمون لشواء المعجنات المنزلية التي يطلق عليها العراقيون محلياً تسمية (الكليجة) واقتناء الخبز الحار في اول وجبة افطار صباحي بعد شهر الصيام. وأعلن تيار الصدر الجمعة كأول ايام عيد الفطر وهو اليوم الذي أعلنه الوقف السني للعيد، فيما اعتبر مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني السبت اول ايام عيد الفطر المبارك. اما المتنزهات البغدادية فشهدت انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن من الجيش والشرطة، وأغلقت وزارة الداخلية كل الشوارع المؤدية الى متنزه الزوراء في جانب الكرخ ومتنزه شهريار في جانب الرصافة. واضطرت العائلات التي خرجت منتصف نهار امس وفي المساء الى السير لأكثر من كيلومترين للوصول الى متنزه الزوراء الذي اغلقت كل مداخله الفرعية، وفتحت اربعة مداخل رئيسة يخضع فيها الزائرون الى عمليات تفتيش دقيقة قبل الدخول الى المتنزه. وانتشرت في الوقت ذاته مجموعة من سيارات الإسعاف بالقرب من المتنزهات الرئيسة تحسباً لوقوع الحوادث وحالات الطوارئ في تلك الأماكن التي شهدت اقبالاً ملحوظاً في اليوم الأول للعيد على رغم التدهور الأمني الذي شهدته العاصمة في الشهرين الماضيين. وذكر وزير الداخليه العراقي جواد البولاني لوسائل الإعلام امس ان القوات الأمنية اعدت العدة للحؤول دون وقوع اية خروقات أمنية اثناء عيد الفطر. داعياً المواطنين الى الخروج الى اي مكان يريدون لأن القوات الأمنية قادرة على ردع اي هجوم وتأمين الاستقرار طوال ايام العيد. وأوضح ان القوات الأمنية قامت بتأمين الأوضاع لكي يقوم المواطنون بالذهاب الى الأماكن التي يريدونها خلال ايام عيد الفطر دون الخوف من وقوع اية خروقات امنية. اما محافظات العراق الجنوبية فانقسمت في عيدها بين مفطر وصائم بعدما اعلن مقلدو التيار الصدري امس عيداً فيما اعتبر اتباع المرجع علي اليستاني امس مكملاً لعدة رمضان. وافتتح المفطرون منهم امس عيدهم بزيارة قبور الموتى في مدينتي كربلاء والنجف مثلما اعتادوا في كل عيد، حتى ان زائري وادي السلام في النجف والمقبرة الجديدة في كربلاء فاقوا زوار المتنزهات والمواقع السياحية، الأمر الذي سبب زحامات شديدة داخل المقابر حيث انتشرت قوات الشرطة والجيش عند مداخلها ومنعت السيارات الخاصة من الدخول اليها. ولكثرة الزائرين لم تتمكن قوات الأمن من تفتيش زائري المقابر واكتفت بتفتيش الحقائب الكبيرة والأمتعة التي ضمت كميات من العصائر والفاكهة والمعجنات التي توزع داخل المقابر والتي غالباً ما تستقطب مجموعة من المتسولين الذين يعرفون محلياً ب «السائلين» وغالبيتهم من الأطفال. حيث يدور هؤلاء بين القبور لجمع الطعام الذي يوزعه الزائرون عند مقابر ذويهم، فضلاً عن بعض النقود التي يحصلون عليها منهم. واستعان غالبية زوار المقابر بالمركبات البسيطة (الستوتة) التي تنتشر داخلها في مثل هذه الأيام للوصول الى الأماكن البعيدة داخلها والعودة الى الباب الرئيس التي توقفت عندها سيارات النقل الخاص الى كل المحافظات، فضلاً عن الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة ذاتها. وفي بغداد، التي بقي بعض سكانها صائماً، قررت وزارة الداخلية فتح متنزهاتها والاستمرار في اجراءاتها الأمنية المشددة حولها حتى الإثنين الذي يمثل آخر يوم في العطلة الرسمية للعيد.