يحظى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي زار ثماني ولايات حاسمة في يوم واحد، بأفضلية حسابية قد تُمكّنه من الفوز على خصمه الجمهوري ميت رومني، رغم تعادلهما في الاستطلاعات الوطنية. وذلك بفضل تحالف من الأقليات والنساء والعمال في ولايات محورية. ويبقي هذا التحالف رهان رومني على الأكثرية من البيض، والتي سيحتاج إلى أكثر من 60 في المئة من أصواتها، للفوز في انتخابات الرئاسة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأعلن الجنرال كولن باول، وزير الخارجية في عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش، أنه سيصوّت لأوباما، كما فعل العام 2008، لافتاً إلى أهمية «الحفاظ على المسار الذي نسلكه». وأكد باول أنه يبقى جمهورياً، ولكن «من تيار أكثر اعتدالاً، وهذا نوع في طور الانقراض». خطوة باول قابلها إعلان أوباما أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قرّرت، «على رغم توسّله»، ألا تبقى في منصبها، إذا أُعيد انتخابه. وأعرب عن «فخره بما أنجزته». ومع دخول السباق أسبوعَيْه الأخيرين، عكست الأرقام في الولايات التسع الحاسمة، أفضلية لأوباما، إذ لديه مرونة أكبر في الوصول إلى أصوات ال270 كلية انتخابية، وكونه يتقدّم في ولايات أوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن وميتشيغن، بفارق 5 نقاط. في المقابل، على رومني الفوز في أوهايو وفلوريدا وكولورادو في آنٍ، لكسب السباق. وكتب المعلّق في صحيفة «بولتيكيو» مايك آلن، أن رهان حملة أوباما «حسابي»، ينطلق من تفوّق المرشح الديموقراطي أو تعادله مع رومني في تلك الولايات. وإذا استثنينا مفاجآت في الأيام الأخيرة قد تؤثر في مجرى السباق، يحدّد المراقب الاستطلاعي في صحيفة «نيويورك تايمز» نايت سيلفر، فرص أوباما في الفوز، ب68 في المئة، في مقابل 31 لرومني. ويعود التفوّق الحسابي لأوباما في شكل أساسي، إلى تحالفاته الانتخابية. إذ يرى في الصوت اللاتيني مفتاحاً لفوزه، كما قال لصحيفة «دي موين ريجيستر». وتمنحه الاستطلاعات تقدماً على رومني بفارق 40 نقطة في هذا الصوت الذي يوجد بكثافة في ولايات فلوريدا ونيفادا وكولورادو. وبَنَتْ حملة أوباما تحالفاً من الأقليات التي تشكّل 26 في المئة من أصوات الناخبين، وهي النسبة التي ساعدته في دخول البيت الأبيض العام 2008. لكن أصوات الأقليات ليست كافية، وسيحتاج أوباما إلى أصوات البيض للفوز. ويقول الخبير جون زغبي إن رومني ليس قادراً على جذب الأقليات، بسبب قاعدته الحزبية اليمينية ومواقفه المتشددة من قضايا الهجرة، وهو يعتمد في شكل كامل على أصوات البيض لتعويض الفارق. وسيحتاج المرشح الجمهوري الذي اعتبر أن «حملة أوباما تتداعى»، إلى نحو 65 في المئة من أصوات هذه الأكثرية ليفوز، فيما تمنحه الاستطلاعات الأخيرة 57 في المئة، في مقابل 40 لأوباما. وتساهم سياسات أوباما القريبة من الطبقة الوسطى، وخططه لإنقاذ صناعة السيارات العام 2009، في جذب الطبقة العاملة في ولايتي أوهايو وميتشيغن الصناعيتين. كما تساعده أصوات النساء اللواتي يتحفّظن على الحزب الجمهوري ومواقفه من الإجهاض والمساواة في الأجور. وكان الرئيس الديموقراطي خسر أصوات البيض لمصلحة خصمه الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الماضية، رغم اكتساحه السباق ب365 كلية انتخابية. وستحاول حملتا أوباما ورومني تشجيع الناخبين للتصويت في الاقتراع المبكّر الذي انطلق في 7 ولايات حاسمة، أهمها آيوا وفلوريدا وأوهايو وكولورادو. وأقرن أوباما القول بالفعل، إذ أدلى بصوته أمس في مدينة شيكاغو حيث انطلق الاقتراع المبكّر. وأعدّت الحملتان فرقاً قانونية لرصد أية تجاوزات أو مخالفات انتخابية. وأطلقت حملة أوباما إعلاناً تلفزيونياً يحذر من تكرار سيناريو العام 2000 حين فاز بوش بفارق 536 صوتاً فقط في فلوريدا. وحضّت الحملة الناخبين على الإقبال على الاقتراع، لتفادي سيناريو مشابه.