تزايد الحديث في أوساط الحزبين الديموقراطي والجمهوري عن شكل الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد كشف استطلاعات للرأي تعزُز صدارة الديموقراطيين، عشية انطلاق الانتخابات المبكرة في ولاية أيوا اليوم وفي ولاية أوهايو الثلثاء المقبل. ويدور النقاش في الأوساط السياسية عن نوع التنازلات التي قد يقدمها الحزبان لتسهيل العجلة الاقتصادية، والتي تبقى أولوية في هذه المرحلة. ومنحت الاستطلاعات أوباما تقدماً بفارق ست نقاط في ولايات المثلث الانتخابي الحاسم أوهايو وفلوريدا وبنسلفانيا، وبأرقام تتجاوز 50 في المئة، ما يضع الرئيس في موقع مثالي قبل ستة أسابيع من التصويت في 6 تشرين الثاني (نوفمبر). كما يتقدم أوباما في ولايات فيرجينيا شرقاً وكولورادو ونيفادا ونيو مكسيكو غرباً، ما يجعل جمع 270 كلية انتخابية شبه تعجيزي أمام المرشح الجمهوري ميت رومني، في حال استمر هذا الواقع حتى يوم التصويت. وتفتح المناظرات التلفزيونية التي ستنطلق من مدينة دنفر بكولورادو الأسبوع المقبل، نافذة أخيرة لرومني، لاستعادة الزخم ووقف مسار أوباما في اتجاه الفوز. وسيحتاج إلى أداء بارع في المناظرات من أجل كسر صورته النخبوية، وتسليط الضوء على القضايا الاقتصادية، وليتفوق على أوباما المحنّك في فن المناظرات. وتتقاطع هذه الأرقام مع انطلاق الانتخابات المبكرة في ولاية أيوا الحاسمة اليوم، والتي يتصدر أوباما استطلاعاتها. وتعطي الماكينة الانتخابية الحاضرة بقوة في الفريق الديموقراطي، على صعيد عدد المتطوعين ومكاتب التسجيل، أفضلية لأوباما في الإفادة من الاقتراع المبكر وحشد الناخبين. كما تبدأ الانتخابات المبكرة في ولاية أوهايو الثلثاء المقبل، والتي يتقدم فيها الرئيس بفارق 8 نقاط. وكان للولاية الفضل الأكبر العام 2004 في حسم السباق الرئاسي لمصلحة الجمهوري جورج بوش. ويعود تقدم أوباما إلى سلسلة محطات في الشهور الأخيرة، أهمها نجاح حملته في استخدام إعلانات «سلبية» عبر تقديم رومني كمرشح نخبوي لا يكترث للطبقة الوسطى، وتقديم الحزب الديموقراطي أجندة مفصلة في مؤتمره العام، ثم توظيف «هفوات» رومني لمصلحة أوباما، وأبرزها تسريبات الفيديو التي أهان فيها 47 في المئة من الأميركيين. ومنحت هذه المحطات اندفاعة لحملة أوباما وجهود الديموقراطيين لكسب مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب، فيما يرجح مراقبون انهيار سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، وخسارتهم مقاعد في مجلس النواب. ودفعت أرقام الاستطلاعات مجلة «نيوزويك» الى وصف أوباما بأنه «رونالد ريغان الديموقراطيين»، باعتبار ان نجاح اوباما في الانتخابات واحتفاظ الديموقراطيين بمجلس الشيوخ إلى جانب تعزيز حضورهم في مجلس النواب، ستضع أوباما في موقع ريغان في 1984، وعلى عتبة تثبيت أكثرية سياسية ديموقراطية، ودفع الجمهوريين نحو الوسط لتحريك عجلة الحكم. وتحدثت «نيوزويك» ومواقع أخرى مثل مجلة «تايم» وموقع «هافنغتون بوست» عن بدء النقاش حول ما يمكن أن يتفاوض عليه البيت الأبيض مع الكونغرس في الولاية الثانية لأوباما. وتبرز قضايا إصلاح الضمان الاجتماعي وإنهاء الإعفاءات الضريبية، إلى جانب قضايا الهجرة ضمن العناوين الأبرز لهذا النقاش، فيما تبقى قضايا السياسة الخارجية في المقعد الخلفي، باستثناء موازنة وزارة الدفاع التي يحاول الوزير ليون بانيتا إعادة صوغها وتقليصها.