دخل السباق الانتخابي الأميركي مرحلة الحسم قبل ثلاثة أسابيع من التصويت في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في ضوء احتدام المنافسة بين الرئيس باراك أوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني. ونقلت الحملتان التركيز إلى 9 ولايات ستقرر اسم الرئيس المقبل، فيما ركز المرشحان على مناظرتهما المرتقبة الثلثاء، التي قد يكلف أي خطأ فيها أحدهما السباق. وبعد عامين على الحملة الرئاسية، دخلت المبارزة شوطها الأخير، وفي اتجاهات يصعب ترقبها، نظراً لاحتدام المعركة وتقدّم رومني في الاستطلاعات الوطنية بنقطة واحدة، في مقابل تقدّم أوباما في بعض الولايات الحاسمة (أوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان ونيفادا وأيوا)، وتراجعه في أخرى مثل فلوريدا وفيرجينيا وكارولينا الشمالية. ووجهت الحملتان الحضور والطاقات المادية لهذه الولايات التي ستقرر اسم الفائز، كونها تحمل حسابياً مفتاح الوصول ل270 كلية انتخابية المطلوبة للفوز، وفي ظل وضوح الصورة لكل من المرشحين في الولايات الأخرى. ويبدو أوباما، وفق المستطلَعين، أقرب اليوم إلى جمع ال270 كلية انتخابية من رومني، غير أن تراجعه في ولايات فلوريدا وكولورادو وفيرجينيا، قد يفتح نافذة أمام المرشح الجمهوري لتعويض الفارق. من هنا تبرز أهمية المناظرة التلفزيونية ليل الثلثاء، وهي الثانية بين المرشحين. وسيكون أمام أوباما مهمة أصعب لإثبات حضور أقوى وخطاب أكثر وضوحاً من مناظرته الأولى، التي كلفه فيها تردده وإسهابه في النظريات الاقتصادية، نقاطاً محورية في الاستطلاعات. وكتب المعلق الديموقراطي هوارد فاينمان على موقع «هافينغتون بوست» الإلكتروني، أنه سيتعيّن على أوباما «استعادة وضوحه الذي عرف به عام 2008 حين كان يدرك أنه رمز للتغيير (...)، وعليه أن يعيد تعريف نفسه وهذه قد تكون فرصته الأخيرة»، فعلى رغم إنجازات الإدارة الاقتصادية (تراجع معدّل البطالة إلى 7.8 في المئة، وتمرير الضمان الصحي) والخارجية (اصطياد أسامة بن لادن، الانسحاب من العراق)، يعزو خبراء ضعف أوباما إلى عدم وضوح «سلعته» وسوء تسويقها. بينما نجح الرئيس السابق بيل كلينتون في تسويق هذه السلعة في مؤتمر الحزب الديموقراطي، ومن ثم نائب الرئيس جوزيف بايدن في مناظرة الخميس الماضي. غير أن أوباما، وكما يعرفه فاينمان، هو «كابتن السفينة» الديموقراطية وستعود له قيادتها. وحاولت حملة أوباما طمأنة مناصريها والنخبة الديموقراطية المتخوفة من صعود رومني في الاستطلاعات، وقال مديرها جيم ماسينا في اتصال هاتفي، إن الحملة تتفوق في العملية اللوجستية على الأرض وفي تسجيل الناخبين وعدد المتطوعين، واستفادت أكثر من الانتخابات المبكرة التي بدأت في ولاية أيوا وستلحقها أوهايو. ورأى ماسينا أن هذا سيحملها إلى الفوز في 6 تشرين الثاني. وأولى مراقبون أهمية كبرى لأوهايو حيث يتقدّم أوباما بفارق ضئيل قد يحمله إلى الفوز كما حمل الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن للولاية الثانية في عام 2008، الذي فاز في أوهايو بمعدل نقطتين.