تتسابق الحملتان الجمهورية والديموقراطية في الانتخابات الرئاسية الأميركية لبلوغ خط النهاية خلال 16 يوماً، والذي سيحسم المنافسة بين الرئيس الديموقراطي باراك أوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني. وأضاف أوباما عبارة جديدة إلى القاموس السياسي بوصفه حال خصمه ب «رومنيزيا» نسبة إلى «أمنيزيا» التي تعني فقدان الذاكرة، بسبب تقلّب مواقفه، في وقت عكست الاستطلاعات سباقاً ساخناً، وإمكان حصول مفاجآت في الولايات الحاسمة في يوم التصويت. ومع دخول الحملة الأيام ال16 الأخيرة قبل التصويت في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بدأ سباق اللحظات الأخيرة بين فريقي أوباما ورومني، لحشد أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المبكرة التي بدأت في أيوا وفلوريدا وأوهايو، حيث يتفوق الرئيس الأميركي وفق استطلاعات لرأي الناخبين المبكرين، وكون معظمهم من الأقليات. لكن الاستطلاعات عموماً تعكس سباقاً محموماً في ولايات ستكون حاسمة لكلا المرشحين لجمع 270 كلية انتخابية للفوز. وفيما يحظى أوباما بأفضلية في الولايات الحاسمة غرباً وفي الوسط، تراجعت أرقامه في أوهايو وانخفض الفارق لثلاث نقاط، في حين بات رومني يتقدّم بفارق نقطتين في كل من فيرجينيا وفلوريدا. ويعطي مراقبون أفضلية طفيفة لأوباما للفوز، لكنهم يطرحون احتمال انقلاب الصوت المستقل في اللحظة الأخيرة تجاه رومني، وبسبب الواقع الاقتصادي وحمله إلى الفوز. وتعتمد حملة رومني إلى حدّ كبير على الورقة الاقتصادية، وعدم عرض أوباما خطة واقعية في هذا المجال لولايته الثانية. وساعدت هذه النبرة عبر انتقال رومني من اليمين إلى الوسط في أمور الضرائب والقضايا الاجتماعية، في إغراء شريحة كبيرة من المستقلين خائبة من رصيد أوباما وأرقام العجز. لكن هذه النقلة، دفعت حملة أوباما إلى إضافة عبارة جديدة إلى المعجم السياسي وعرفتها بحالة «الرومنيزيا» في الحديث عن تقلّب رومني في مواقفه من اليمين المتشدد قبل أشهر إلى الوسط اليوم. وتركز حملة أوباما على الصوت النسائي، الذي سيحتاج إليه الرئيس للفوز، كون خصمه يتقدّم بين الرجال والبيض الأميركيين. وسيتواجه المرشحان في مناظرة أخيرة غداً حول السياسة الخارجية، ويتوقع أن يتصدرها اعتداء بنغازي وقضايا شرق أوسطية. إذ ينتقد رومني سياسة أوباما حيال سورية وعدم تسليحه المعارضة، كما يعتبر أن الرئيس الأميركي خذل إسرائيل بعلاقته المتشنجة مع رئيس وزرائها. ويفترق المرشحان أيضاً في النظر إلى الملف النووي الإيراني ورفض رومني حيازة إيران «قدرة التسلّح النووي»، في حين يرفض أوباما تسلّحها نووياً. وللمرشح الجمهوري مواقف أكثر تشدداً حيال روسيا التي يعتبرها «الخصم الجيو استراتيجي الأول» والصين التي تعهّد كشف تلاعبها بالعملة في أول يوم في حال انتخابه.