يتواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني غداً، في مناظرة تلفزيونية تُعتبر الأكثر أهمية في الحملة الانتخابية، إذ تتقاطع مع منعطف حاسم للسباق، وزخم يُعتبر سابقة للمرشح الجمهوري، سيحاول الديموقراطيون وقفه بشتى الوسائل، قبل 20 يوماً من الاقتراع. وإذ تراجع أوباما في استطلاعات الرأي، بفارق نقطتين عن رومني، ومع ضيق الهامش بينهما في الولايات الحاسمة التي ستقرر اسم الرئيس المقبل، استدعت حملة أوباما الأخير إلى منطقة ويلياسمبرغ الريفية في ولاية فيرجينيا، للتفرّغ والتدرّب على مناظرة الثلثاء، بعد أدائه الضعيف في المواجهة الأولى قبل أسبوعين. وساهم أداء أوباما آنذاك في منح رومني زخماً قوياً حَمَلَه إلى الصدارة، على رغم احتفاظ الرئيس الديموقراطي بأفضلية في الولايات الحاسمة الأكثر أهمية، وهي أوهايو (حيث يتقدّم أوباما بخمس نقاط) وبنسلفانيا وفي ولايات الغرب، في مقابل تقدّم رومني في فلوريدا، وتعادل المرشحَين في فيرجينيا. وسيتوجّب على أوباما مهاجمة رومني في شكل منتظم في المناظرة غداً، وإثبات حضور قوي يُقنع الناخب الأميركي بالتجديد له أربع سنوات، إذ أن فشله سيعني استمرار زخم رومني واستفادته في الأسابيع الثلاثة المتبقية للسباق، في حشد أنصاره وإمكان فوزه بأصوات المستقلين والمترددين في الاقتراع لأوباما. وكثّفت المجموعات الجمهورية واليمينية إعلاناتها في الولايات الحاسمة، كما انتقد قطب الإعلام اليميني روبرت مردوخ سياسة أوباما، واتهم نائبه جوزف بايدن ب «الكذب»، حين قال الأخير إنه «صديق منذ 39 سنة» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ورأى مردوخ في حسابه على موقع «تويتر»، أن إعادة انتخاب أوباما تشكّل «كابوساً بالنسبة إلى إسرائيل»، كما أن احتمال تولي المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس وزارة الخارجية، «سيكون كابوساً حقيقياً». وتعهد مرودخ مساندة رومني. ونظراً إلى الصورة الانتخابية، تركّز الحملتان جهودهما على تسع ولايات حاسمة، أهمها أوهايو التي يتوجه إليها الرئيس السابق بيل كلينتون والنجم الأميركي بروس سبرينغستين، في تجمّع ضخم لأنصار أوباما، فيما يمكث رومني في الولاية الصناعية لمدة ثلاثة أيام قبل المناظرة. وحاولت حملة أوباما إعطاء مؤشرات إيجابية أمس، بإعلانها رقماً قياسياً في عدد المتبرعين، إذ تخطى أربعة ملايين بحسب الحملة، وهذا مجموع قياسي في الانتخابات الأميركية. كما شارك الرئيس الديموقراطي في 69 سهرة للمتبرعين، بينهم المغنيان ريهانا وجاي زي والممثل جورج كلوني، وتمكّن خلالها من جمع أكثر من بليون دولار. أما رومني فأحيا تجمّعات خاصة، حضرتها شخصيات مثل دونالد ترامب ورؤساء شركات، وجمع خلالها 1.3 بليون دولار. وسيحاول رومني مواصلة الزخم الشعبي الذي أعقب المناظرة الأولى، مستفيداً من هجوم مركّز على العجز في الموازنة، وأسلوب تعامل البيت الأبيض مع الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. لكن المرشح الجمهوري يواجه مشكلة في زخمه المتأخر، والذي قد يكون غير كافٍ للفوز في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ منح استطلاع أعدّته وكالة «رويترز» ونُشرت نتائجه أمس، تفوقاً لأوباما في اقتراع مبكر في ولايات حاسمة، بينها فلوريدا ونورث كارولاينا وكولورادو ونيفادا ونيوهامبشر، بحصوله على 59 في المئة، في مقابل 31 في المئة لمنافسه، ما من شأنه أن يساعد إلى حد كبير في ولايات أيوا وأوهايو وفيرجينا، كما قد يكون حاسماً يوم التصويت.