ما زالت التهدئة صامدة بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة بفضل وساطة مصرية بعد دوامة جديدة من اعمال العنف اسفرت خلال 72 ساعة عن مقتل ثمانية فلسطينيين خلال اسبوع، واصابة ثلاثة اشخاص بجروح خطيرة في اسرائيل بينهم عسكري. وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي «لم يطلق اي صاروخ باتجاه اسرائيل ولم تشن هجمات اسرائيلية في قطاع غزة منذ مساء الاربعاء». وأوضحت إن آخر صاروخ أطلق من غزة كان الأربعاء في الساعة الثامنة مساء، أي قبل التوصل الى اتفاق على التهدئة. وأفاد متحدث باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة في غزة ان فلسطينياً توفي الخميس متأثراً بجروح اصيب بها في غارة جوية اسرائيلية صباح الاربعاء في رفح في جنوب قطاع غزة. وقال الطبيب أشرف القدرة «استشهد احمد فوزي حرز الله (22 سنة) متأثراً بجراحه في الغارة التي شنتها طائرات الاحتلال الاسرائيلي على رفح أول من امس». وبذلك ترتفع حصيلة القتلى بين مساء الثلثاء وصباح الاربعاء الى خمسة بينهم اربعة مقاتلين في غارات جوية اسرائيلية، فيما اطلق مسلحون فلسطينيون اكثر من ثمانين صاروخاً على جنوب اسرائيل ما ادى الى اصابة ستة اشخاص اثنان منهم من العمال التايلانديين بجروح خطرة. ومن المؤشرات الاخرى الى عودة الاوضاع الى طبيعتها، اعلن مصدر فلسطيني مسؤول الخميس اعادة فتح معبر ايريز الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل الذي اغلقته الاربعاء. وقال مسؤول فلسطيني في الارتباط المدني التابع للسلطة الفلسطينية «ان معبر بيت حانون (ايريز) يعمل اليوم (أمس) في كلا الاتجاهين بعد ان اغلق (أول) من امس للمغادرين من قطاع غزة حيث قامت اسرائيل بفتحة الخميس». وقالت مصادر متطابقة فلسطينية واسرائيلية ان التهدئة التي تم التفاوض حولها بوساطة من مصر دخلت اعتباراً من منتصف ليل الاربعاء - الخميس حيز التنفيذ. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان المدارس في البلدات الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة استأنفت صفوفها بشكل طبيعي الخميس بعد تعليقها الاربعاء. وأكد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه «تم التوصل الى تهدئة» لكنه نفى ابرام اتفاق مباشر مع «حماس». وأضاف: «يمكن القول بشكل قاطع إنه لا يوجد اتفاق مع حماس. لم يحدث هذا قط ولن يحدث أبداً الأمر الوحيد الذي تحدد وقيل هو أنه سيكون هناك هدوء. نحن لا نريد التصعيد». وزاد ان «المصريين لعبوا دوراً مهماً بواسطة اجهزتهم الامنية التي تتمتع بتأثير كبير على حماس». وأضاف ان «المصريين يمتلكون قدرة مثيرة للاعجاب على التوضيح (لحماس) أن مصلحتها الأساسية ليست في الهجوم واستخدام الارهاب ضد إسرائيل أو أهداف أخرى». من جهته، صرح نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم ان السلطة الجديدة في مصر «تتحرك ضد حماس بشكل اقسى من النظام السابق». وأضاف ان «حماس كانت تعتقد ان وصول (الرئيس) محمد مرسي (القادم من صفوف جماعة الاخوان المسلمين) سيسمح لها بحرية اكبر للمناورة لكن ما حدث هو العكس». واختبار القوة الذي بدأ صباح الاثنين تصاعد مساء الثلثاء بعيد انتهاء زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، التي كانت الاولى لرئيس دولة الى القطاع منذ ان سيطرت «حماس» عليه في 2007. وتصاعد التوتر في قطاع غزة ومحيطه منذ اسابيع، الا انه اشتد عندما اصيب ضابط اسرائيلي بجروح خطيرة بانفجار قنبلة زرعت على احدى الطرق في هجوم اعلنت «كتائب ابو علي مصطفى» الجناح العسكري ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مسؤوليتها عنه. وأعربت «حماس» عن غضبها بسبب تصاعد العنف، وحذرت في بيان من انها «لن تسمح لجرائم العدو ان ذاتها التي يحاول ان يسقيها لاطفالنا».