أبدت أوساط حزبية إسرائيلية مخاوفها من أن يتعاطى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك مع التصعيد الحاصل على الحدود مع قطاع غزة تحت تأثير الانتخابات العامة المقبلة بعد أقل من ثلاثة أشهر بشن حرب جديدة واسعة على قطاع غزة بهدف الاستفادة انتخابياً. يأتي ذلك فيما عززت قوات الاحتلال قواتها على طول الحدود مع غزة في ظل تهديدات باجتياح القطاع. يذكر أن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة قبل أقل من أربعة أعوام وعرفت بعملية «الرصاص المسبوك» بقرار من رئيس الحكومة في حينه ايهود اولمرت ودعم تام من أحزاب اليمين بزعامة نتانياهو، جاءت عشية انتخابات عامة أفرزت لاحقاً انتصاراً لكل من حزب «كديما» برئاسة تسيبي ليفني التي خلفت اولمرت على زعامة الحزب، و»ليكود» بزعامة نتانياهو. كما أدرج مراقبون إعلان نتانياهو أمس قراره تحصين كل البلدات الإسرائيلية الواقعة في «غلاف غزة» على بعد 4-7 كيلومترات عن القطاع ويقطن فيها 1700 شخص وتتعرض للقذائف الفلسطينية، ضمن الدعاية الانتخابية. وأعلن نتانياهو خلال جولة له في الجنوب أنه اتخذ قراره بعد التنسيق مع باراك ووزير حماية الجبهة الداخلية آفي ديختر، مضيفاً أنه سيعمل على زيادة منظومات «القبة الحديد» التي تعترض صواريخ بمدى 7 كيلومترات وأكثر. وقال نتانياهو إن إسرائيل لم تختَر هذا التصعيد «لكنها مستعدة لنشاط أعمق إذا تطلب الأمر ذلك، وليعرف كل من يمس بمواطن إسرائيلي أن دمه في رأسه». من جهته قال باراك إن «الجيش يقوم بعمل ناجع، في حربه على حركة «حماس» ومنظمات الإرهاب، ومنذ بداية الشهر قتل 15 إرهابياً وأصيب كثيرون». وأضاف مهدداً ان «حماس ستلقى عقابها على ما حصل ولن تسلم منا أي جهة تتسبب في أذية إسرائيل أو إسرائيليين». وتابع إن «الجيش متأهب وجاهز لأي نوع من العمليات يُطلب منه تنفيذها من أجل وضع حد لهذا التوتر. نعمل ببرود أعصاب وتروٍ ولا سبيل للقضاء على الكراهية أو العداء من حماس، لكن الجيش يتحرك على طول الحدود من أعلى ومن الجو وبكل طريقة أخرى ممكنة من أجل ضرب كل من يمس بنا أو يحاول المس بنا». وأعرب باراك عن أمله في أن تهدّئ عمليات الردع الأخيرة التي قام بها الجيش «المنظمات الإرهابية» وإن استبعد أن تنتهي المعركة الحالية في الأسبوع المقبل، وأضاف: «لكن إذا تواصل القصف علينا فإن الجيش سيتحرك ولدينا القادة والقوات والصرامة للقيام بأي عمل وتحقيق الأهداف، وسيتحرك الجيش كلما اقتضت الضرورة، وإذا استمرت النيران سيتلقون الضربات المؤلمة». وللدافع الانتخابي ذاته أطلق نواب من أحزاب اليمين والمتدينين دعوات إلى الحكومة لشن حرب على القطاع على غرار عملية «الرصاص المسبوك» قبل أربعة أعوام. وشارك وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في إطلاق التهديدات، وقال في اختتام لقائه مع وزيرة الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إن «الوضع في جنوب إسرائيل لا يطاق، ولا أعرف دولة في اوروبا توافق على مثل هذا الواقع في أراضيها الذي لا يمكن أن يحتمله سكان الجنوب، ونحن لا يمكننا أن نواصل على هذا المنوال وضبط أنفسنا». ودعا الاتحاد إلى التدخل من أجل منع تهريب أسلحة إلى القطاع. وهدّد الرئيس شمعون بيريز، كما نقلت وكالة «سما»، بأنه «من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها بوجه الاعتداءات المتكررة من غزة» وأعرب عن خشيته من تخصيص التبرعات السخية التي قدمها أمير قطر الشيخ حمد بن جاسم لسكان القطاع لشراء الأسلحة».