أغرقت الفيضانات العديد من المدن الباكستانية بسبب الأمطار الموسمية التي تهطل بكثافة منذ ثلاثة أيام، ويتوقع استمرارها إلى مساء الأحد حسب الأرصاد الجوية الباكستانية. وتسببت السيول الناتجة من الفيضانات في مقتل أكثر من 73 شخصاً بينهم 60 في إقليم البنجاب، والبقية في إقليم كشمير الباكستاني، فيما حذرت سلطة المياه والأنهار من ارتفاع منسوب الأنهار القادمة من كشمير باتجاه البنجاب إلى أعلى مستوياته، ما يهدد بفيضانات مدمرة في المنطقتين. وبدأ الجيش الباكستاني بالتعاون مع الاجهزة المدنية، عمليات لإنقاذ المحصارين في القرى التي أغرقتها مياه الفيضانات حيث باتت شوارع مدن مظفر أباد في كشمير وسيالكوت وكوجرانوالة ولاهور في البنجاب، تسبح في بحيرات ضخمة من المياه التي تسببت في انهيار العديد من الأبنية والمنازل. ويخشى ان تؤدي الفيضانات، الى حصد أرواح المئات من السكان في القرى الواقعة على ضفاف الأنهر. وكانت باكستان تعرضت في عام 2010 إلى أسوأ فيضانات في تاريخها حيث لقي ما لا يقل عن 1800 شخص حتفهم، فيما تشرد أكثر من عشرين مليون شخص. من جهة أخرى، تواصلت جلسات الحوار التي تقودها أحزاب سياسية مع المعتصمين أمام البرلمان، فيما ازدادت الانتقادات للحكومة من جانب «حزب الشعب» المعارض بعد تصريحات أدلى بها وزير الداخلية تشودري نصار علي خان وانتقد فيها السناتور اعتزاز أحسن أحد، قادة الحزب واصفاً إياه بأنه ذئب في ثوب حمل. وأجبرت هذه الانتقادات «حزب الشعب» على شن حملة قاسية على وزير الداخلية مطالبين رئيس الوزراء نواز شريف بإقالته لفشله في معالجة أزمة المعتصمين، وهو ما أجبر شريف على تقديم الاعتذار لقادة الحزب في البرلمان. ورفضت الحكومة الباكستانية اقتراحات قدمها عمران خان الذي يحاصر اتباعه البرلمان، كخريطة طريق لحل الأزمة الراهنة، إذ أصر خان على استقالة رئيس الوزراء وشقيقه شهباز رئيس حكومة إقليم البنجاب، وإجبار الحكومة على حل البرلمان الفيديرالي وبرلمانات الأقاليم في حال تبين وجود أي تزوير أو تلاعب في فرز أصوات الناخبين في أي دائرة من دوائر الانتخابات. وأكدت الحكومة موقفها المتمثل بإعطاء لجنة من قضاة المحكمة العليا كامل الصلاحية في إعادة التدقيق وفرز الأصوات في الدوائر التي ادعى حزب عمران خان وجود تلاعب أو عدم دقة في فرز أصواتها، على أن تعاد الانتخابات في هذه الدوائر من دون تقديم رئيس الوزراء استقالته أو إقالة مدير أي جهاز أمني أو معلوماتي، كما يطالب بذلك خان. وفيما تتبادل الحكومة وحزب عمران خان الاتهامات والاقتراحات لحل الأزمة. وأشار سراج الحق زعيم «الجماعة الإسلامية» الباكستانية الذي يرأس لجنة من الأحزاب السياسية لحل الخلاف، إلى أن اللجنة تمكنت من تذليل غالبية النقاط العالقة وأن الأزمة في طريقها إلى الحل خلال أيام، خصوصاً بعد استجابة حزبي عمران خان وطاهر القادري لطلب نقل المعتصمين من ساحة البرلمان وبوابة مقر رئيس الوزراء إلى منطقة قريبة وعدم الإخلال بحركة السير أو تعطيل العمل الرسمي في الدوائر الحكومية. ووجه عمران خان انتقادات حادة لقادة حزبه لعدم إحضار العدد الكافي من المعتصمين في الساحة الممتدة أمام البرلمان فيما تقدمت الحكومة برد مكتوب للمحكمة العليا عن الخسائر التي تسببت بها الاعتصامات والتظاهرات. وقدرت الخسائر المادية بما يزيد على 5.5 بليون دولار الى الأن، بينما أكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف على معارضة واشنطن أي محاولة لاطاحة الحكومة المنتخبة في باكستان بالقوة، مشددة على أن الإدارة الأميركية تتعامل مع حكومة نواز شريف على أنها الحكومة الشرعية في باكستان.