تجرى اليوم انتخابات المجالس البلدية والقروية في الضفة الغربية، وسط مقاطعة حركة «حماس»، وانشقاقات لافتة في صفوف حركة «فتح». وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن الانتخابات ستجرى في 93 مدينة وبلدة وقرية فقط، وأن غالبية التجمعات (179) اتفقت على تشكيل مجالسها من دون منافسة، كما أن أحداً لم يرشّح نفسه في 79 تجمعاً. وعزا المراقبون ذلك الى غياب المنافسة السياسية بين قطبي النظام السياسي «فتح» و «حماس». وأعلنت «حماس» مقاطعة الانتخابات وعدم إجرائها في قطاع غزة، مطالبة بتأجيلها الى مرحلة ما بعد المصالحة الوطنية. لكن غياب «حماس» شكل ارتياحاً واسعاً في صفوف «فتح» التي لم تجد منافساً جدياً لها في هذه الانتخابات. غير أن «فتح» واجهت تحدياً آخر تمثل في «انشقاق» عشرات الأعضاء وخوضهم الانتخابات في قوائم مستقلة منافسة لقوائم الحركة الرسمية. وقال مفوض الانتخابات في حركة «فتح» محمود العالول إن الحركة قررت فصل 70 عضواً خاضوا الانتخابات بصورة منفصلة عن الحركة. وشكلت الكتل «المنشقة» تحدياً جدياً ل «فتح» في عدد من المواقع، مثل مدن نابلس ورام الله وجنين وغيرها. وترأس القائمة المنافسة في نابلس غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المعروف تاريخياً بانتمائه لحركة «فتح». وترأس القائمة الرسمية للحركة، رئيس المجلس الثوري ل «فتح» أمين مقبول. وقال مراقبون في نابلس ان المنافسة بين القائمتين تتسم بالحدة. وأعلن الشكعة انه لم يعد ينتمي الى «فتح» قبل أن تبادر الحركة وتعلن تجريده من عضويتها. يذكر ان الانشقاقات في «فتح» شكلت أنباء سيئة لقيادة الحركة التي خسرت الانتخابات أمام «حماس» عام 2006 نتيجة انشقاقات مماثلة، إضافة الى أسباب أخرى. وتأتي الانتخابات في وقت تشهد فيه الحياة السياسية في الاراضي الفلسطينية جموداً شديداً وصل الى درجة الأزمة الشديدة. فمن جهة، توقفت الانتخابات العامة، التشريعية والرئاسية، نتيجة الانقسام بين «فتح» و «حماس» الذي نجم عنه فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. ومن جهة ثانية، تشهد العملية السياسية مع اسرائيل أزمة شديدة جعلت غالبية الفلسطينيين تفقد الامل في امكان اقامة دولة مستقلة. وترافقت هذه الازمات مع أزمة اقتصادية ومالية عنيفة نجم عنها عجز السلطة عن دفع رواتب موظفيها بصورة منتظمة. ويبدي كثيرون بروداً إزاء المشاركة في الانتخابات لعدم توقعهم حدوث تغيير. وقال المواطن جهاد حامد (23 عاماً) من نابلس: «الناس هنا غير مهتمين بالانتخابات لأنهم لا يتوقعون حدوث أي تغيير، الناس مهتمون بالوضع الاقتصادي السيئ، وبعدم قدرة الحكومة على توفير رواتب الموظفين». وقال عبدالرحمن ابو صالحة (42 عاماً) وهو صاحب مطعم: «اذا كان عندي عمل يوم الانتخابات فلن اتركه من اجل التصويت لأنني غير متفائل بأن هذه الانتخابات ستغير شيئاً». واعترف رئيس كتلة «فتح» أمين مقبول بعدم وجود حماسة كبيرة للانتخابات، وقال ل «الحياة»: «غالباً لا توجد حماسة كبيرة للانتخابات المحلية، وعادة لا تزيد نسبة المشاركة فيها عن 40 في المئة، لكننا نعمل على تشجيع الناس بكل السبل من اجل المشاركة في الانتخابات».