في سابقة هي الاولى من نوعها منذ تاسيسها، تمكنت حركة حماس من اكتساح العديد من المجالس البلدية متصدرة المكانة الاولى في بعضها ومسجلة نسبة كبيرة في البعض الاخر، الى جانب حركة فتح القوة التاريخية التي حظيت خلال المرحلة السابقة بنصيب الاسد في كافة المؤسسات والهيئات السياسية والمجتمعية. واظهرت النتائج الاولية للانتخابات البلدية التي اجريت امس في 62 هيئة في الضفة الغربية، واستمرت حتى ساعة متاخرة من الليلة قبل الماضية ان حماس نجحت في اكتساح مجالس محلية في بلدات كانت تمثل «معاقل» لتوجهات سياسية مختلفة سواء فتح او اليسار. ففي بلدة بني زيد الغربية (بيت ريما ودير غسانة) شمال غربي رام الله، حصلت كتلة «الاصلاح الاسلامية» التي تمثل حماس على ستة مقاعد، مقابل خمسة مقاعد لحركة فتح، ومقعد للجبهة الشعبية واخر لمستقل، وهي نسبة تفوق كل التوقعات في بلدة معروفة تاريخيا بانها معقل للحركات اليسارية. ومن الملفت للنظر ايضا في هذه الانتخابات هو حصول مرشحي حماس على اعلى الاصوات من بين الفائزين ، الى جانب استحواذ الحركة على حصة المراة في المجلس المحلي حيث فازت مرشحتان من قائمة حماس، احداهما بعدد مرتفع من الاصوات والاخرى من خلال نظام الكوتا النسائية. وفي بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، مسقط راس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أظهرت النتائج النهائية فوز حركة حماس بسبعة مقاعد من أصل 31 ، مقابل، خمسة مقاعد فازت بها حركة فتح إضافة إلى فوز مستقل واحد. وفي بلدة العبيدية قرب بيت لحم، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية ، فوز كتلة الإصلاح الاسلامية بالنصيب الأكبر من المقاعد حيث فازت الكتلة بسبعة مقاعد، منهم ثلاث سيدات، فيما حصلت (كتلة الشهيد ابو عمار) التابعة لحركة فتح على ثلاثة مقاعد، وحصل أحد المستقلين على مقعد واحد. وفي محافظة نابلس، اظهرت النتائج شبه النهائية لفرز أصوات المقترعين في انتخابات المجالس المحلية أن قوائم ومرشحي الحركة الإسلامية حققوا فوزا كاسحا بغالبية مقاعد تلك المجالس. وتشير النتائج إلى أن الحركة الإسلامية فازت بثمانية مقاعد من أصل 11 في بلدة بيتا جنوب نابلس، وفي بلدة بيت فوريك فازت بست مقاعد من أصل 11 وثلاثة لليسار واثنان لفتح. وفي بلدة عرابة قرب جنين، أظهرت النتائج الأولية بعد اكتمال الفرز صبيحة امس تقدما كاسحا لقائمة حماس، فيما اشارت النتائج الواردة من الخليل إلى تقدم واضح للحركة لا سيما في بلدة الشيوخ. وقد احتفظت حركة فتح بقوتها في بعض المجالس، حيث حققت كتلة القدس الفتحاوية، فوزاً ساحقاً في الانتخابات البلدية، التي جرت في بلدة عزون في محافظة قلقيلية، في حين فاز مرشحان مستقلان بمقعدين. وفي بلدة كفل حارس، فازت حركة «فتح» بالمقاعد التسعة للبلدية، وفازت بثمانية مقاعد في بلدة كفر الديك، وحصل «حزب الشعب» على مقعدين، وحركة «حماس» على مقعد واحد. وفي بلدة بديا، فازت حركة «فتح» بخمسة مقاعد، وحركة «حماس» بأربعة مقاعد، و«جبهة النضال الشعبي» بمقعد واحد، وفاز أحد المرشحين المستقلين بمقعد واحد. وفي قرية عارورة وابو فلاح شمال رام الله حصلت حركة فتح على اغلبية المقاعد البلدية. يشار الى ان انتخابات المجالس المحلية كان يفترض اجراؤها في العام 79 بعد اقرار قانون الانتخابات للمجالس المحلية، الا انه جرى تاجيلها عدة مرات حيث حاولت وزارة الحكم المحلي والسلطة الفلسطينية بشكل عام تبرير ذلك بعدم استكمال الانسحاب الاسرائيلي في حينة من مناطق الضفة بموجب مراحل اتفاق اوسلو. غير ان الكثير من المراقبين وكذلك حركة حماس، ارجعت ذلك في حينه من خشية السلطة الفلسطينية مما اسمي «اكتساح» حماس للمجالس المحلية ذات الطابع الخدمي، نظرا لارتفاع شعبيتها في اوساط المجتمع، وهي توقعات تتفق مع النتائج الاولية للانتخابات البلدية الراهنة.