تنشغل الضفة الغربية، بفصائلها وحركاتها السياسية وعشائرها، في الاستعداد للانتخابات المحلية التي ستجرى في 17 تموز (يوليو) المقبل، على رغم غياب حركة «حماس» التي أعلنت عن مقاطعتها هذه الانتخابات. وتشهد حركة «فتح» جدلاً داخلياً في شأن اختيار مرشحيها وخريطة التحالفات التي ستعقدها، إذ ظهرت تيارات في الحركة في بعض المواقع تتمحور حول أسماء مرشحين من الحركة أو من المستقلين القريبين منها. ففي مدينة نابلس، وهي واحدة من أكبر مدن الضفة، ينقسم مؤيدو «فتح» بين ترشيح غسان الشكعة الرئيس السابق للبلدية ووزير التعليم العالي السابق منذر صلاح. وكلفت اللجنة المركزية ل «فتح» أعضاءها بالعمل على البحث عن مرشحين ذوي فرص عالية في هذه الانتخابات التي تعد حاسمة في إعادة الحركة إلى الواجهة بعدما خسرت الانتخابات التشريعية السابقة عام 2006. وقررت اللجنة عدم السماح لأعضاء من الحركة بمنافسة بعضهم بعضاً كما جرى في الانتخابات التشريعية، وهو الامر الذي كان من أسباب الهزيمة أمام «حماس». وقال عضو اللجنة النائب عزام الأحمد إن «اللجنة قررت فصل أي عضو لا يلتزم بقوائم الحركة، كما ستتخذ القرار النهائي في ما يتعلق بكل خلاف في شأن قوائم مرشحي الحركة»، مؤكداً أن «الانقسام الذي شهدته الحركة أثناء الانتخابات التشريعية لن يتكرر». وتبحث «فتح» عن الخيول الرابحة في السباق الانتخابي، مثل شخصيات ذات وزن عائلي ومهني وسياسي، حتى أنها تتجه في بعض الدوائر إلى استقطاب شخصيات مستقلة من ذوي التأثير العائلي الكبير، خصوصاً في مدينة الخليل التي تحظى فيها العشائر بوزن أكبر بكثير من أوزان الفصائل. وتحاول كذلك استقطاب فصائل المنظمة في تحالفات في مختلف المواقع، وهي نجحت في إقناع عدد من الفصائل في الاشتراك بقوائم تحالف، لكنها لم تنجح في إقناع فصائل مثل «الجبهة الشعبية» و «حزب الشعب» و «المبادرة الوطنية» التي ترى في نفسها القدرة على تشكيل قوائم منافسة لقوائم «فتح» في بعض المواقع مثل مدينة رام الله. وكان تحالفاً شكلته «الجبهة الشعبية» بقيادة الناشطة جانيت ميخائيل فاز في الانتخابات السابقة التي أجريت لبلدية رام الله قبل أربع سنوات. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن ميخائيل تجري اتصالات لتشكيل قائمة تضم «الجبهة الشعبية» و «حزب الشعب» وعدداً من المستقلين المهنيين لمنافسة قائمة «فتح» الجاري تشكيلها. وستخضع الفصائل الثلاثة تحالفاتها مع «فتح» لخصوصية وضعها في كل منطقة، خصوصاً أنها لا تسلم بقيادة «فتح» في كثير من المواقع المهمة. وقال الأمين العام ل «حزب الشعب» بسام الصالحي إن «تشكيل قوائم باسم المنظمة يكرس مبدأ المحاصصة ويلغي التعددية والتنوع، لذلك يجب ان تخضع التحالفات والمنافسة في كل موقع لخصوصية هذا الموقع وليس لاتفاق عام بين فصائل المنظمة». وكانت حكومة تسيير الأعمال بقيادة الدكتور سلام فياض قررت إجراء انتخابات محلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن «حماس» المسيطرة على القطاع رفضت القرار وأعلنت مقاطعة الانتخابات وعدم السماح بإجرائها. وبررت ذلك بأنها تريد للانتخابات أن تكون حصيلة لاتفاق مصالحة وطنية، لكن «فتح» ترى أن ربط الانتخابات بالمصالحة سيقود إلى «تعطيل عمل المؤسسات» بسبب عدم وجود بوادر لقرب إتمام المصالحة. وسيفتح باب الترشح للانتخابات الثلثاء المقبل ويستمر عشرة أيام. ويبلغ عدد المجالس المحلية في الضفة 302.