كان قدر خيوط الحرير والذهب الخالص بعد أن تمزج سوية وتتزين بوضعها على جسد الكعبة المشرفة أن لا تقدر بثمن وأن لا يكون هناك أغلى منها حتى وإن كان الذهب نفسه بعد أن تكتسي بأطهر بيتٍ على وجه الأرض بيت الله الحرام. يصنع ثوب الكعبة من خيوط ذهبية تزن 280 كيلو من الذهب الخالص و47 طاقة قماش طول المصنوعة منها670 كيلو غراماً من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود طول الطاقة الواحدة 14 متراً ويبلغ عرضها 95 سم ليبلغ مسطح الثوب 658 متراً مربعاً بارتفاع ستة أمتار ونصف المتر وعرض ثلاثة أمتار للقطعة الواحدة تلف بها جدران الكعبة المشرفة مرة كل عام. «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، «الله جل جلاله»، «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» و«يا حنان يا منان» عبارات طرزت بخيوط الذهب فوق الحرير لتزيد الثوب تشريفاً، إضافة إلى سورة الإخلاص والقناديل الثلاثة في كل جانب من الكسوة المكتوب داخلها «الحمد لله رب العالمين» و«ياحي يا قيوم» و«يا رحمن يا رحيم» المحاطة بالزخارف الإسلامية، إضافة إلى آيات كتبت فوقها في حزام كسوة الكعبة المشرفة وعلى ستار باب الكعبة. و يعتبر ملك حمير أبو كرب أول من كسا الكعبة قبل الهجرة إلى أن فرض قصي بن كلاب على قبائل قريش جمع المال لرفادة البيت، كل قبيلة حسب مقدرتها، حتى كسا الرسول الأمين الكعبة بالثياب اليمانية من بيت مال المسلمين في حجة الوداع، وجاء من بعده عمر الذي كساها بالقماش المصري، أما العهد الأموي فقد كان معاوية بن أبي سفيان يكسي الكعبة مرتين كل عام وهو أول من طيّب الكعبة المشرفة والتي كانت تأتي من دمشق وترسل مع قوافل الشام لمكة المكرمة، حتى جاء المأمون بن هارون الرشيد الذي كان يكسي الكعبة ثلاث مرات كل عام بالديباج الأبيض تارة والأحمر تارة أخرى. 86 عاماً مضت وما زال مصنع أم القرى يعمل على صناعة كسوة البيت المقدس، فبعد أن أصدر الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في عام 1927 أمراً ملكياً بإنشاء مصنع أم القرى لصناعة كسوة الكعبة، وفي عام 1977م أنشأت السعودية مصنعاً جديداً لكسوة الكعبة في أم الجود بمكة المكرمة. ويعتبر يوم عيد الأضحى يوماً مهماً لكسوة الكعبة التي يشرفها الله بأن تكون أنفس من كل قماش سواها، إذ يتزين القماش بالكعبة المشرفة بعد أن يسدل الثوب الجديد عليها ويتم إنزال الثوب القديم الذي تهدى أجزاؤه للشخصيات الإسلامية ولبعثات الحج حول العالم.