أوضح الشيخ محمد القويفلي المشرف العام على مصنع كسوة الكعبة المشرفة، أن لا صحة لما نشر أخيراً عن محاولة سائق مصري تهريب قطعة من كسوة الكعبة المشرفة إلى مصر في منطقة نويبع في جنوبسيناء. وقال: «نحن كعاملين في المصنع لم نقم بتقديم أي بلاغ مطلقا بخصوص سرقة أي قطعة من كسوة الكعبة المشرفة على مر السنين الماضية أو فقدانها، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن ننفي وجود قطع في الأسواق تحاكي وتشابه كسوة الكعبة الأصلية في مظهرها وشكلها»، مشيراً إلى أن تلك القطع المزورة لا يذهب ضحيتها إلا الأشخاص غير المتخصصين والذين لا يملكون الدراية الكافية بنوعية وماهية الخيوط الحقيقية المستخدمة في صناعة الكسوة. وشدد القويفلي على أن المصنع لم يسبق له أن فقد أيا من القطع أو أبلغ عن مفقودات من كسوة الكعبة، كما أنهم غير قادرين على السيطرة على كل القطع الموجودة في الأسواق التي تحاكي القطع الأصلية من خلال الخيوط المذهبة المصنوعة منها. وتشير الإحصاءات الواردة عن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن عدد الزوار لمصنع كسوة الكعبة المشرفة الذي يفتح أبوابه لإطلاع كل من يرغب معرفة آليات صناعة الكسوة ومراحل إنجازها يبلغ متوسطهم اليومي نحو 100 زائر، ويعمل في المصنع نحو 14 موظفاً رسميا تحت مظلة رئاسة الحرمين، كما أن عدد العاملين في صناعة الكسوة يقدرون بنحو 137 عاملا جميعهم من الكوادر السعودية. ومن المعلوم أن الثوب الواحد المخصص لكسوة الكعبة المصنوع من الحرير الطبيعي الخالص والمصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، «الله جل جلاله»، «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»، «يا حنان يا منان»، يستهلك 670 كيلو جراما من الحرير الطبيعي، ويبلغ مسطح الثوب 658 مترا مربعا، ويتكون من 47 طاقة قماش طول الواحدة 14 متراً بعرض 95 سنتيمتراً. وتبلغ تكاليف الثوب الواحد للكعبة نحو 20 مليون ريال سعودي، وهي تكلفة الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم الثوب. ويمر تصنيع الكسوة بعدة مراحل ومنها: مرحلة الصباغة، وهي أولى مراحل إنتاج الثوب في المصنع حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم ويتم تأمينه على هيئة شلل خام ، ومن ثم يمر بمرحلة النسيج الآلي، والتي تليها مرحلة النسيج اليدوي، ومن ثم قسم المختبر الذي يقوم بدوره بمطابقة الخيوط للمواصفات من حيث رقمها وقوة شدها ومقاومتها، كما يقوم بتركيب ألوان الصبغة وتجربتها على عينات مصغرة من الخيوط لاختيار أفضلها ومن ثم تزويد هذه النسب للمصبغة للعمل بموجبها مع وضع عينة في مكنة الصباغة ومن ثم تعاد ثانية للمختبر لإجراء الاختبارات اللازمة عليها من حيث ثبات اللون عليها ومقاومتها للغسيل وقوة شدها، وإجراء جميع التجارب اللازمة عليها ، ومن ثم تمر بقسم الطباعة الذي أحدث في عام 1399ه. وكانت الطريقة القديمة التي تستعمل من قبل هي عملية نثر البودرة والجير بفردها على الثقوب المخرمة التي حدثت لحواف الكتابات فتمر من خلال ذلك ويتم طبعها ومن ثم تحديدها بالطباشير على القماش، لتنتقل بعد ذلك الكسوة إلى مرحلة التطريز التي تتم عادة بعد إنتاج الأقمشة وبعد أن تتم طباعة النسيج الخالي منها، ولتنتهي بذلك مراحل تصنيع الكسوة في قسم تجميع الكسوة، والذي تم تحديثه بالآلات الجديدة في عام 1422ه.