اهتم المسلمون عبر التاريخ بكسوة الكعبة المشرفة، فكانوا يتفننون في صناعتها وزخرفتها حتى تظهر في أجمل شكل لبيت الله الحرام، وتسابق فنانو العالم الإسلامي لهذا الشرف العظيم، حتى بات يوم تبديل الكسوة احتفالًا مهيبًا جميلًا تتزين فيه الكعبة بثوب رائع متألق في صناعته وتطريزه وزخرفته. وتنسج كسوة الكعبة، التى يبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملًا وموظفًا وفنيًا وإداريًّا، من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، وينقش عليه عبارات “لا إله إلا الله محمد رسول الله - الله جل جلاله.. سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم.. يا حنان يا منان”. تبطن الكسوة كلها بقماش خام قوي، وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل واحدة منها وجهًا من أوجه الكعبة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على الباب، ويوجد أعلى الحائط الغربي للكعبة قطعة حرير حمراء منقوش عليها بخيوط من الذهب والفضة وإهداء ممهور باسم خادم الحرمين الشريفين. ويقام في موسم حج كل عام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، كما يسلم كيس لوضع مفتاح باب الكعبة تم إنتاجه في المصنع. والكعبة تستبدل ثوبها مرة واحدة كل عام فيما يتم غسلها مرتين سنويا: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين. ويستهلك الثوب 670 كجم من الحرير الطبيعي ويبلغ مسطحه 658 مترًا مربعًا. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سم كتبت عليه آيات قرآنية مختلفة بالخط الثلث المركب محاطة بإطار من الزخارف الإسلامية، ويطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام (47) مترًا، ويتكون من (16) قطعة، ويحيط الحزام بالكسوة كلها كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.