على رغم رفض النصوص المقدمة كافة من القاصين ناصر الحسن والزميل عبدالله الدحيلان في «أدبي الأحساء» قبل الأمسية التي نظمها النادي بساعات، إلا أن القاصين استطاعا تدارك هذا الخلل، وذلك عبر تقديم نصوص أخرى، غير أن ذلك لم يمنعهما من التحفظ على رفض نصوصهما. وقال الدحيلان في ختام الأمسية: «أنا لا ألقي اللوم على النادي بخصوص المنع، فأنا أعرف الضغوط التي يتعرضون لها»، موضحاً: «إلا أني آمل أن تعزز الثقة بالمثقف، وهو أهلٌ لها، ليظهر المبدع بالصورة التي ترضيه». بدوره، اعتبر الحسن أن «الكتابة فن والإلقاء فن آخر»، وبيّن في معرض رده على أسئلة أحد الحضور الذي اعتبره لم يخدم نصوصه عبر الإلقاء: «أزعم أن الأمر يحتاج شيئاً من التدريب للوصول إلى المرحلة المُرضية للجميع». وعلّق رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري على الأمسية بقوله: «نصوص القاصين تأويلية، وتحتاج لإعادة قراءة، فيما يجتمع القاصان في أنهما قادمان من ثقافة الحداثة والرمز». إلا أنه أبدى ملاحظته على بعض المفردات التي وردت في بعض النصوص، إذ قال: «المباشرة في الكلمات بشكلها ومعناها لا تخدم النص بقدر ما تسيء إليه، ما يجعل المتلقي يمج السماع»، وهذا ما عده الدحيلان «مسألة ذوقية، ولو قرأت هذه المفردات ضمن سياقها قد لا يحدث هذا اللبس». كما علّقت فاطمة العرجان: «القصص تمثل مرحلة أدبية جديدة على ما فيها من جرأة، وما يمكن اعتباره تجاوزاً ذوقياً، إلا أنه من حقها أن تأخذ مساحتها للخروج من الخط التقليدي، وإثارة حراك أدبي ونقدي في المشهد الثقافي، فالاختلاف في النهاية ثراء». وكان القاصان قدّما قصصهما خلال ثلاث جولات قدمها القاص عبدالجليل الحافظ، ألقى فيها الحسن «الكائن الذي شرب ترياق الحياة»، وهي قصة فلسفية عن ثنائية الموت والحياة، كما قدم «رسالة إلى من يهمه الأمر»، وهي تتناول ظاهرة التفحيط، وختم بمجموعة قصص قصيرة جداً، هي «أيام متعانقة» و«ظاهرة» و«كساد» و«عابر محيط». فيما قدّم الدحيلان «ملطخة»، وهي قصة تتناول مأساة الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003، و«مظلة» عن الصدمة الناتجة من الابتعاث لدى بعض السعوديات، وختم أيضاً بقصص قصيرة جداً، هي «مصير مشترك» و«مسابقة» و«القشة» و«حتى لا تكون فتنة».