تسبب تواضع مستوى اللغة "بلاغياً" وتدني مستوى إلقاء النصوص في إضعاف الأمسية القصصية، التي أحياها القاصان عبدالله الدحيلان، وناصر الحسن، مساء أول من أمس، بنادي الأحساء الأدبي، وأدارها عضو مجلس إدارة النادي عبدالجليل الحافظ، وأدى هذا الضعف إلى إثارة عدد من المعلقين والمداخلين الذين أجمعوا على انتقاد أداء ونصوص القاصين، وانتقد بعضهم ما اعتبروه غياب البسمة في نصوص القاصين، إذ طغت لغة التشاؤم والنهايات المأساوية على نصوصهما. وانتقد رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، خلال مداخلته عقب قراءة النصوص، مستوى الألفاظ في اللغة، وأن معظمها وقع في المباشرة، وهو ما أحدث "عيباً" في بعض النصوص، حسب تعبيره، وقال مضيفا: يفترض أن تكون الرمزية أكثر غموضاً إذ إن رسالة القصة تكمن في رمزيتها وعدم مباشرتها، بجانب أن بعض النصوص جانبت الصواب في بعض عباراتها وألفاظها التي اتجهت أحيانًا إلى التصريح بما لا ينبغي التصريح به، كما بين أن القاصين كانا مغرقين في التشاؤم من الحياة، بيد أنه أثنى عليهما، مبينًا أنهما يبشران بقامتين قصصيتين في القصة بالعالم العربي ولهما مستقبل واعد في ذلك. وأثنت فاطمة العرجان على تنوع مشارب القاصين في أساليبهما، وقالت: الحراك الأدبي ينبغي أن يتم من خلال تنوع المدارس الفكرية والأدبية فيه، حتى مع الاختلاف في بعض الاتجاهات والأفكار. بينما أشارت فاطمة عبدالرحمن، خلال مداخلتها إلى ضعف مستوى الإلقاء عند القاصين، ووصلت إلى حد عدم القبول عند القاص الحسن، إذ كان صوته منخفضا جداً، ونوهت إلى انعدام التنوع الصوتي الذي عادة ما يرافق قراءة النص القصصي بما يضمن تفاعل المستمعين والحضور . وفي رأي مضاد أثنت عضو مجلس إدارة النادي تهاني الصبيحة على أفكار القاصين ولغتهما القصصية، ذاكرة أنهما استطاعا التحليق بقوة بالمستمعين نحو أفق النصوص والمآسي التي جعلتنا نتذكر إخوتنا في المجتمعات العربية التي تعيش واقع الحروب وكذلك نتذكر أبناءنا التائهين في الفراغ القاتل، طبقا لقولها. وكان القاص الدحيلان، قرأ عدة نصوص قصصية من بينها: ملطخة، المظلة، حتى لا تكون فتنة، مسابقة، مصير مشترك. في حين قرأ القاص الحسن، عدة نصوص منها: الكائن الذي شرب ترياق الحياة، رسالة إلى من لا يهمه الأمر، أيام متعانقة، ظاهرة، كساد، عابر محيط. وفي نهاية الأمسية، سلم الشهري درعين تذكاريين للقاصين.