أمسية قصصية مثقلة بالرمز والتأويل أشعلت حماس الجمهور ووضعت فارسي الأمسية في زوايا ضيقة من النقد والتعليق.. الامسية اقامها نادي الأحساء الأدبي مساء الثلاثاء الماضي وأدارها القاص عبدالجليل الحافظ وشارك فيها كل من القاصين عبدالله الدحيلان وناصر الحسن. الأمسية بدأها الدحيلان بقصة (ملطخة) وأخرى قصيرة جدا بعنوان (حتى لا تكون فتنة) و(مسابقة) و(مصير مشترك). وقدم القاص ناصر الحسن قصة بعنوان (الكائن الذي شرب ترياق الحياة) ثم قصة بعنوان (رسالة إلى من لا يهمه الأمر).. تلاها بقصة (أيام متعانقة). كما قدم مجموعة قصيرة جدا بعنوان (ظاهرة) و(كساد) و(عابر محيط). وقبل الختام جاءت المداخلات بدأها الدكتور ظافر الشهري قائلا: ما استمعنا إليه هذه الليلة من القاصين الكريمين من نصوص قصصية قصيرة وقصيرة جدا لها ما لها وعليها ما عليها، وأرجو أن يتسع صدر الإخوة فرسان الأمسية للنقد، لأن النقد الهادف البعيد عن الشخصنة يبني ولا يهدم ويفيد المبدع ويقوم نتاجه الأدبي , أما النصوص التي تفضل بها القاصان الليلة، فيكتنفها الرمز، لكن رمز عبدالله الدحيلان رمز تأويلي يحتاج إلى الدقة في التأويل من خلال القراءة المتعددة للنص، بينما نصوص ناصر الحسن يغلب عليها الرمز المباشر الذي يشي بما يظنه القاص سلوكيات شاذة حاول أن يضعها في المتخيلة ويترك التقييم للمتلقي.. القاصان قادمان من عباءة الحداثة النصية التي تأتي في سياق المغايرة والهدم لإعادة البناء قد نأخذ على القاصين، وخاصة الدحيلان في قصصه القصيرة جدا، أنه جنح إلى المباشرة في اختيار بعض الألفاظ التي لا تخدم النص بقدر ما تجمح بالذائقة إلى مجاهل النفور. وفي مداخلتها قالت وفاء بوخمسين إن النصوص ينقصها الغطاء الذي يعطيها بعدا زمنيا محددا.. وأضافت أن الدحيلان في نص المظلة جميل ويعبر عن الانفتاح على المجتمعات الجديدة وأثرها في تغير المفاهيم والنظرة القصيرة وحالة الصدمة التي تعرض لها شبابنا وفتياتنا في بلاد الغربة والابتعاث. نص ناصر الحسن (لمن يهمه الأمر) نقد اجتماعي لظاهرة حياتية منتشرة. الصحفية فاطمة العرجان قالت: أعتقد بأن القصص التي ألقاها الأديبان تمثل مرحلة أدبية قادمة أو حالية بمعنى أصح وعلى ما فيها من جرأة وما يمكن اعتباره تجاوزات إلا أنه من حقها أن تأخذ مساحتها على الأقل للخروج من الخط التقليدي وإثارة حراك أدبي. كما وجه بعض الحضور انتقادا على بعض القصص فالاختيار لم يكن موفقا كما أن القاص الحسن خانه الإلقاء وتعثر صوته في الوصول إلى المتلقي. بينما اعتبرت الشاعرة تهاني الصبيحة أمسية السرد موفقة.