سكتت طبول الحرب في اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان، بعدما دقت بوتيرة عالية وبتعبئة إعلامية وشعبية غير مسبوقة في الأيام الأخيرة، بتأثير محاولة حركة «طالبان باكستان» اغتيال الناشطة ملالا يوسفزي، ما ادى الى اصابتها برصاصة في الرأس، قبل ان تساهم الإمارات بنقلها إلى لندن للعلاج. ووسط تساؤلات حول احتمال ارجاء العملية العسكرية أو الغائها، يبدو ان الجيش الباكستاني عاجز حالياً عن تخصيص عدد يتراوح بين 30 و40 ألف جندي مع معداتهم لتنفيذ العملية، في وقت ينغمس حوالى 150 ألف جندي في عمليات تشمل مناطق قبلية أخرى. ويبدو ان واشنطن رفضت التعهد بتمويل كامل للعملية، في وقت تعاني الموازنة الباكستانية من عجز غير مسبوق، في ظل شحّ المساعدات الخارجية، وتهديد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الآسيوي للتنمية بعدم تمويل مشاريع تنموية ضرورية. كما ان الحكومة المدنية لها أولوياتها المتمثلة في الأزمة القائمة مع القضاء التي تريد اعادة فتح ملفات التهم الموجهة الى الرئيس آصف علي زرداري قبل تسلمه منصبه. الى ذلك، لا يزال قادة الجيش يرون ان شمال وزيرستان لا يشكل معضلة لقواته وأجهزة الأمن، باعتبار أن الجماعات المسلحة فيها لم تحمل السلاح ضد الدولة، بل ساهمت غالباً في تجنيب الجيش مواجهات مع «طالبان باكستان» في مناطق قبلية عدة ومهدت لإبرام وقف نار بين الجيش والمسلحين. وأبلغت مصادر في شمال وزيرستان «الحياة» أن قادة الجماعات المسلحة حذروا إسلام آباد من ان استهداف شمال وزيرستان سيجعل باقي المدن تواجه اخطار هجمات انتقامية تزيد تعقيدات الوضع الأمني الداخلي. ميدانياً، قتل مهاجمون بالرصاص 4 أشخاص في كويتا عاصمة اقليم بيشاور، قبل ان يلوذوا بالفرار، فيما حاصرت قوات الأمن المنطقة ونفذت حملة تمشيط بحثاً عن المهاجمين. وفي افغانستان، قتل 17 من عناصر حركة «طالبان»، بينهم 15 باكستانياً، في غارة جويّة واكبت عملية مشتركة نفذتها القوات الأفغانية ونظيرتها في الحلف الأطلسي (ناتو) باقليم غزني جنوبافغانستان. الى ذلك، كشف مسؤول في اجهزة الاستخبارات الافغانية ان احد عناصر الجهاز شن هجوماً انتحارياً ادى الى مقتل اربعة من زملائه واميركيين اثنين في ولاية قندهار (جنوب) السبت الماضي، في أحدث هجوم ضمن سلسلة «الهجمات من الداخل» المثيرة للقلق. وأوضح المسؤول ان الانتحاري يعمل منذ 8 سنوات لحساب الاستخبارات الافغانية، وعرف ان وفداً يضم مسؤولين من التحالف الدولي يزور قندهار في يوم الهجوم. وأفاد تحقيق بأن زوجة الانتحاري واطفاله نقلوا الى باكستان المجاورة قبل اسبوع من الهجوم، في حين انتقم شقيق احد العناصر الافغان الاربعة القتلى بقتل شقيق للانتحاري يبلغ اربعة اعوام فقط.