لم تكد باكستان تفيق من صدمة الهجوم على مقر قيادة جيشها السبت الماضي، والذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم 8 عسكريين بعضهم ضباط برتب رفيعة، حتى نفذ المتشددون هجوماً انتحارياً جديداً في منطقة القبائل (غرب) أمس، ادى الى مقتل 41 شخصاً على الأقل وجرح 45 آخرين بينهم 12 في حال خطرة. واستهدف الهجوم قافلة عسكرية لدى عبورها قرية ألبوراي في منطقة شانغلا قرب إقليم وادي سوات القبلي (شمال غربي) الذي أعلن الجيش في تموز (يوليو) الماضي انه طهّره من مسلحي حركة «طالبان باكستان». واعتبر الهجوم الانتحاري في سوات الرابع من نوعه في باكستان خلال أسبوع، ما رفع عدد القتلى إلى أكثر من مئة في سلسلة الهجمات التي ترى أوساط حكومية انها تهدف الى تشتيت جهود الجيش ومنعه من التركيز على اقتحام إقليمجنوب وزيرستان، تنفيذاً لطلب الحكومة من اجل القضاء على قيادة «طالبان باكستان»، تمهيداً لتقليص دعمها جهود المتمردين لمهاجمة القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. في غضون ذلك، صرح وزير الإعلام الباكستاني قمر الزمان كايرا خلال مؤتمر صحافي عقده للحديث عن تداعيات الهجوم على مقر قيادة الجيش في روالبندي، بأن الجيش سيباشر عمليات واسعة للقضاء على المسلحين جنوب وزيرستان، وإعادة بسط نفوذ الدولة على المنطقة. لكن أياز وزيري، أحد زعماء القبائل في وزيرستان، حذر في حديث الى «الحياة» من إرسال الجيش إلى الإقليم، مؤكداً ان السلطات تستطيع تحقيق أهدافها في المنطقة من دون خوض مواجهات مسلحة، وعبر حوار يعزز ثقة السكان. ولفت الى ان «المنطقة خطرة جداً، وفشلت كل حروب الاستعمار السابقة في الهيمنة عليها، وكذلك محاولات حكومة الرئيس السابق برويز مشرف التي تحالفت مع واشنطن قبل ثماني سنوات». واعتبر أياز ان الجيش الباكستاني يفتقد «المعلومات الضرورية» عن وزيرستان «خصوصاً أن القوات التي تستخدم غالباً في مهاجمتها تتحدر غالبية عناصرها من اقليم البنجاب الذي يجهل ابناؤه لغة المنطقة وعادات سكانها وطبيعة تضاريسها. ومن الخطأ مقارنة اجتياح وزيرستان بالعملية العسكرية التي نفذت في ملقند». في غضون ذلك، قتل 19 مسلحاً بقصف جوي نفذته طائرات مقاتلة باكستانية وطاول مخابئ لهم شمال بيشاور عاصمة الإقليم الشمالي الغربي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وحظرت الشرطة التجول في المنطقة، وأغلقت كل المعابر والطرقات المؤدية إليها، في إطار عملية لملاحقة المسلحين. في أفغانستان، قتل 20 من مسلحي «طالبان» و3 جنود أفغان في هجمات استهدفت القوات الأفغانية والأجنبية. وسقط 14 متشدداً في هجوم شنه اكثر من 60 منهم تسللوا من باكستان، واستهدف مركزاً أمنياً في منطقة شوراباك في ولاية قندهار (جنوب). وفي منطقة سانغين في الولاية ذاتها، قتل 3 من «طالبان» خلال عملية مشتركة للقوات الأفغانية والدولية. كما سقط 3 آخرون في عملية مماثلة في قرية عمر خيل في ولاية زابول (جنوب). وشهدت ولاية باكتيا (جنوب شرقي) مقتل ثلاثة جنود أفغان بانفجار قنبلة يدوية الصنع، لدى عبور آليتهم منطقة غرداسيري.