أوضح رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم أن ما حدث في ملتقى النادي السابع فجّر ما أسماه ب«التأزم الثقافي». ودافع عن توجهات النادي، وتساءل: لماذا يساء الظن بمنسوبي نادي القصيم الأدبي؟ مؤكداً على أنهم ضد التيارات الوافدة، وأنهم ليسوا «مروجين لفكر القصيمي أو منيف»، كما ليس لديهم أي استعداد «لندعو من هو منشق عن الدولة أو معارض لها». وشدد على أن النادي الأدبي مؤسسة ثقافية اجتماعية، «تتلقى الدعم من الدولة، وهو يتوافق مع توجهات الدولة، ولكن بما أنه مؤسسة علمية ثقافية فإنه يسعى إلى الطرح العلمي الموضوعي، الذي يعالج الظواهر السلبية وأسباب الانحراف». وكشف السويلم عن ملابسات ما حصل، إذ قال إنه بعد أن تم تحديد يوم الثلثاء ال16 من ذي القعدة لانطلاق الملتقى، «اتصل بي مسؤول العلاقات العامة في أمارة القصيم بعد منتصف ليلة الثلثاء، وقال إن الأمير فيصل بن مشعل يريد أن يناقشك في موضوع الملتقى، وأعطاني رقم هاتف الأمير، واتصلت به مرتين، ولم يرد. وبعد قليل، اتصل بي مسؤول العلاقات العامة، وقال: «إن الأمير مشغول، لكنه يريد أن تحذفوا الورقتين الخاصتين بالقصيمي ومنيف». وأشار السويلم إلى أنه لم يحظى بفرصة الحديث مباشرة مع الأمير فيصل بن مشعل، «مما فوّت علينا المناقشة والحوار، لماذا نلغي هاتين الورقتين؟ وكان الحوار غير مباشر من خلال مدير العلاقات العامة في الأمارة، الذي قلت له بعد هذا الطلب: «لعلنا نبعث هاتين الورقتين إلى نائب الأمير، فهو رجل مثقف، وسيعرف إن كان هناك تجاوزات ليبدي لنا رأيه فيها، لكن مسؤول العلاقات بدا وكأنه يريد أن ينهي الموضوع بأي شكل، وقال لي: أنصحكم بأن تنهوا الموضوع باستبعاد هاتين الورقتين إرضاء لنائب الأمير». واستطرد قائلاً: «عندها ألغينا الورقتين، لأننا حريصون على أن يتم هذا الملتقى، الذي نستعد له منذ شهرين، وعندنا ضيوف يزيدون على 50 ضيفاً سكنوا الفندق، وسيبدأون جلساتهم صباحاً، كما أن هناك ضيوفاً دعوتهم، لكي أمنحهم العضوية الشرفية للنادي، وهم رجال أفاضل من أعيان المملكة في مناطق مختلفة، وكان الموقف صعباً جداً أن يُلغى هذا الملتقى في هذه الظروف، وبعد أن وصل الضيوف». ولفت السويلم إلى أن الحديث الذي جرى بينه وبين مسؤول العلاقات العامة في الأمارة، «كان قبل تصريحات نائب أمير القصيم للصحافة»، مضيفاً: «أننا اتفقنا في منتصف ليلة الثلثاء على أن تلغى هاتان الورقتان، ويقوم الملتقى ب25 ورقة من أصل 27 ورقة مشاركة». وأكد السويلم، خلال مقابلة في برنامج «حراك» على قناة 4 شباب مساء يوم الجمعة الماضي، أن ورقتي القصيمي ومنيف، «لا تشكلان إلا جزءاً بسيطاً من أوراق الملتقى، كما أن طبيعة الملتقيات ليست جماهيرية، وإنما تحضرها النخب التي تستمع إلى الأوراق، ثم تناقشها وتحللها، ومن ثم تبين زيفها أو تناقضها، والهدف في النهاية هو هدف علمي موضوعي، وهيأنا لمناقشة علمية عميقة، واستقطبنا مجموعة من الباحثين الذين لديهم علم وإلمام بهذا الجانب، ومن ضمنهم من هو مهتم بالفكر الحديث». وقال إن مقولة طرح مثل هذا الفكر «يشوش على أذهان الناشئة، ليست في مكانها، كوننا جهة علمية وثقافية، تريد أن تطرح ذلك على مائدة البحث، وتحلل ذلك». ودعا إلى أن تكون الأندية الأدبية «بيئات علمية تتناول المواضيع بموازين العلم مع تقدير الثوابت واحترام الدين والمقدسات، أسوةً بما يتم في الجامعات، التي تعقد مؤتمرات تناقش المستشرقين الذين منهم الملحد ومن يؤيد الاستعمار وقليل منهم المنصف». وأضاف: «الورقتان لم تطرحا، وقام البعض بإصدار أحكام مسبقة، علماً أننا عندما طرحنا هاتين الورقتين ليست بقصد التكريم أو الترويج لهما، وإنما مناقشة الفكر فقط، وبحث لماذا تحول صاحب «الوثنية والإسلام»؟ وأن يتم كشف التناقض والتهافت في فكر الرجلين، كما تحدث القرآن عن فرعون وهامان وأبي لهب، وهذا هو المنطق العلمي، ولكن هذا المنع وهذه الأزمة الثقافية جعلت هذين الشخصين يظهران على السطح، مضيفاً أن الأندية الأدبية أنيط بها مناقشة مثل هذه القضايا. وتساءل: ملتقى يبحث في التحولات الثقافية، وقدمت فيه ورقتين تتعلقان بالقصيمي ومنيف، ألا يمكن للنادي أن يطرح مثل هذا، ليكشف التناقضات في خطابهما؟». وأكّد السويلم «أهمية وجود ثقة بالمثقفين من المتلقين، وأن يعوا بأن المثقف يعي مسؤوليته كمثقف، وأن الملتقيات الأدبية ليست كالمناشط المنبرية، كون الأخيرة تقدم للعامة، وهي مفتوحة، أما الملتقيات فهي حلقات بحث علمي مغلقة»، مبيناً أن القائمين على الأندية الأدبية «هم من منسوبي الجامعات والأندية الأدبية، وهي بيئة علمية تبحث عن الحقيقة، التي تتطلب أن يجاهد من أجل الوصول إليها، حتى لو كانت محفوفة بالسلبيات».