رفض رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم التعليق على امتناع صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم افتتاح ملتقى أدبي القصيم يوم أمس الأول لتضمن أعمال الملتقى ورقتين عن عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف، واكتفى السويلم بقوله: لقد طلب صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل من النادي سحب ورقتي العمل عن عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف وبالفعل قمنا بسحبهما على الفور، وهي فقط مناقشة عن التحولات الثقافية في المنطقة وليس اقتناعًا بعبدالله القصيمي أو عبدالرحمن منيف. وكان الأمير فيصل قد رفض افتتاح الملتقى معللًًا ذلك لتناول الملتقى ورقتي عمل عن الملحد عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف، واستهجن سموه أن يطرح نادي القصيم الأدبي هذين الاسمين ضمن ملتقاه، مبررًًا رفضه بأنه لا يتشرف بحضور ملتقى تناقش خلاله أسماء شخصيات تنافي مبادئ الدين والملة ووحدتنا الوطنية. أما الباحث محمد القشعمي الذي أعد ورقته عن الروائي عبدالرحمن منيف فقد قال: قمت بإعداد ورقة العمل عن عبدالرحمن منيف منذ ما يقارب الثلاثة أشهر للمشاركة في هذا الملتقى، وهي ليس مدحًا أو تلميعًا لعبدالرحمن منيف وإنما فقط مجرد مناقشة التحولات الثقافية بالمملكة، ويجب أن ندرك أن مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات دورها نقدي وليس الترويج لأحد، إذ إن النقد يستعرض التحولات، وهذا عنوان المؤتمر. مختتمًا بقوله: إن الدعوة قد وجهت لعبدالرحمن منيف قبل عشر سنوات من قبل مهرجان الجنادرية ولم يعترض أحد، وسبق أن استضيف عبدالرحمن منيف بالتلفزيون السعودي، وطبعت له ثلاثة مؤلفات، فنحن نناقش التحولات وليس المدح لأحد في هذا الملتقى. فيما أبدى الباحث هاشم الجحدلي صاحب الورقة عن عبدالله القصيمي استغرابه من إلغاء ورقته، مشيرًا إلى أن هذه الورقة سبق وأن نشرت في إحدى الصحف المحلية على أكثر من عشرين حلقة قبل عدة سنوات. وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت يوم أمس الأول بفندق موفنبيك القصيم بمدينة بريدة تحت عنوان «التحولات الثقافية في المملكة»، حيث ألقى الدكتور محمد مريسي الحارثي كلمة المشاركين، مشيدًا بعنوان الملتقى معتبرًا أنه يمثل نقلة نوعية في موضوعات الملتقيات، ويعزز من ثقافة الحوار التي تتبناها القيادة الحكيمة، لما فيه تأسيس لمنهج قويم، يعتمد على الحوار والنقاش في تفهم المعطيات وآلية التعامل معها وفقًا للمصالح المشتركة بين الجميع. واضاف المريسي أن نادي القصيم الأدبي دائمًا ما كان حاضرًا ومميزًا في ملتقياته الثقافية، فعهد عنه التنوع والشمول في كل مناهل العلم والأدب والثقافة، وتلك ميزة برز فيها النادي عن غيره، نظير التعدد والتنوع الغني والثري في مجالات الثقافة. عقب ذلك ألقى الدكتور السويلم كلمة النادي والمنظمين، متمنيًا أن يحقق الملتقى رغبات الباحثين، وينحو بطريق الرصد والدراسة والبحث مجالات أوسع، وأفق أرحب، لما فيه تأصيل لمنهجية الكشف والرصد للمنابت الفكرية، واستصلاحها ضمن الموازين المعتبرة في التأليف. وفي خطوة تقديرية منح نادي القصيم الأدبي العضوية الشرفية لعدد من رجالات الفكر والأدب على مستوى المملكة، تقديرًا لهم على جهودهم ومساهماتهم في دعم المشهد الثقافي، لما تمثلوه من مواقف وطنية استحضروا فيها القيمة الحقيقية للمواطن المهتم والمتابع للحراك الثقافي والأدبي. ثم القى الشاعر وعضو مجلس الإدارة أحمد اللهيب قصيدة وطنية استدعى فيها مفاخر الوطن، وابرز مناقب القادة، وما تمتعوا به من جهود بارزة سعت لتطوير الحركة الثقافية والفكرية في البلاد. أما جلسات الملتقى الأولى صباح أمس فقد تناول المشاركون فيها دور الإعلام الفضائي في دفع عجلة التغيير والتحول لكثير من المفاهيم الثقافية وحتى المسلمات الفكرية التي اعتقدها الكثيرون، وأثبتت مظاهر التقنية أنها لا تعدو أن تكون اجتهادات قد استوطنت المسامع فقط، كما هو حال نخبوية الشعر الفصيح مثلًًا، حيث أثبتت البرامج الشعرية الحديثة كبرنامج أمير الشعراء أن الشعر الفصيح شعر شعبوي ومتابع من كثير من الناس.