انزلق السجال السياسي المواكب لحملة انتخابات الرئاسة الأميركية إلى مناخ من السلبية أمس، بعدما وصف المرشح الجمهوري ميت رومني منافسه الرئيس باراك أوباما بأنه «حاقد ويائس»، فيما اعتبر جوزيف بايدن نائب الرئيس أن سياسات رومني ستعيد الناس إلى «أغلال العبودية». وفي ظل احتدام المنافسة بين أوباما ورومني، وإظهار استطلاعات الرأي أن معدل تقدم أوباما تقلص إلى ثلاث نقاط، بعد اختيار بول ريان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس عن الجمهوريين، صعّد الفريقان لهجتهما لتكتسب نبرة سلبية لم يشهدها السباق الرئاسي من قبل. وهاجم رومني أوباما بحدة، وطلب منه أن يأخذ «كراهيته» ويعود بها إلى شيكاغو (مسقط رأسه)، في تصريح دفع معسكر أوباما إلى وصف المرشح الجمهوري بأنه «فاقد للسيطرة» على نفسه. وأتت تصريحات رومني رداً على كلام بايدن في جولة انتخابية في فرجينيا التي كانت في الماضي معقلاً لممارسات العبودية، اعتبر فيها نائب الرئيس أن سياسات رومني المالية الرامية إلى الحد من الضوابط على المصارف «ستعيد وضعكم في الأغلال جميعاً». وسارع رومني إلى الرد غاضباً أمام آلاف من أنصاره في ولاية أوهايو منتقداً أوباما الذي تعهد في حملته الانتخابية العام 2008 بردم الهوة السياسية بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري. واتهم رومني أوباما بأنه يعتزم «تمزيق أميركا ثم لصق 51 في المئة من القطع ببعضها» ليكسب ولاية ثانية. وأضاف: «هذا ما تبدو عليه رئاسة غاضبة ويائسة». وخاطب أوباما قائلاً: «خذ حملة تقسيمك وغضبك وكراهيتك وعد بها إلى شيكاغو، ودعنا نبدأ إعادة بناء أميركا وتوحيدها». واتهم رومني أوباما بأنه لم يعد يملك أفكاراً جديدة ويعادي إنشاء الوظائف والشركات الصغيرة ويسعى إلى السيطرة على الحكم على مستويات مختلفة من نمط الحياة الأميركي ويشكك في فهم بلده في شكل صحيح. في المقابل، تجنب أوباما في مهرجان انتخابي في عصر اليوم ذاته في واترلو (ولاية ايوا)، الدخول في السجال وترك هذه المهمة لفريق حملته كي يستخدم رد فعل المرشح الجمهوري الغاضب للتشكيك في قدرته على القيادة. وقال الناطق باسم حملة أوباما بن لابولت إن «تصريحات الحاكم رومني بدت خارجة عن السيطرة وغريبة، لا سيما أنها أتت في وقت ينفق فيه عشرات ملايين الدولارات على إعلانات سلبية يمكن إثبات خطأها». وكرر أوباما استهدافه لسجل رومني العملي، مشيراً إلى أن المرشح الجمهوري الذي أثرى أثناء عمله في شركة مضاربات مالية، سيعمل على تعزيز ثروات أصدقائه عبر تقليص ضرائبهم وتحميل العبء للطبقة الوسطى التي تعاني من أجل الاستمرار وسط انتعاش اقتصادي بطيء. وحقق رومني قفزة صغيرة في الاستطلاعات بعد اختياره للنائب المحافظ بول ريان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، وفي خطوة جيشت القاعدة اليمينية في الجنوب والوسط الأميركي. كما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن رومني وريان توجها إلى مدينة لاس فيغاس الثلثاء للقاء الثري اليهودي شلدون أدلسون الذي أبدى استعداده لدفع «مئة مليون دولار» لضمان خسارة أوباما. ويعتبر أدلسون من المقربين أيضاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وتعتمد استراتيجية رومني على تقوية شعبيته في أوساط البيض الأميركيين، والذين يشكلون أكثرية، فيما تركز حملة أوباما على استقطاب الطبقة الوسطى والأقليات وخصوصا اللاتينية والأفريقية. ويساعد ريان بميوله اليمينية في إثارة حماسة القاعدة الجمهورية، فيما تثير تشريعاته المتعلقة بخفض برامج ضمان الشيخوخة، قلق الشريحة المتقاعدة والمسنة في ولايات حاسمة مثل فلوريدا ونيفادا. ويتوقع أن تزداد سلبية المعركة وسخونتها، في وقت يتبقى أقل من تسعين يوماً على الانتخابات في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.