للمرة الاولى منذ بدء السباق الرئاسي، انتزع المرشح الجمهوري ميت رومني الصدارة من الرئيس باراك أوباما في الاستطلاعات الوطنية، ما يفسح في المجال امام كل الاحتمالات في الاسابيع الأربعة المتبقية لموعد الانتخابات. وساهم في ذلك أداء أوباما الركيك في المناظرة التلفزيونية الأولى مع منافسه الأسبوع الماضي، سيسعى جوزيف بايدن نائب الرئيس الى تعويم الحضور الديموقراطي في مناظرته اليوم أمام بول ريان المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس. وستتركز المناظرة على الشأن الاقتصادي. وبعد أسبوع على مناظرة أوباما - رومني، ترجم المرشح الجمهوري فوزه فيها بقفزة في الاستطلاعات مسجلاً تقدماً بفارق نقطتين، على المستوى الوطني، وتراجعاً في هامش تقدم اوباما (4 نقاط) في ولايات ميشيغان وبنسلفانيا، فيما تعادل المرشحان في كولورادو وفلوريدا. وعزز رومني صدارته في كارولينا الشمالية، وساعده في ذلك وضوحه وحيويته في المواجهة التلفزيونية، مقارنة بجمود أوباما وتردده. واستعادت حملة الجمهوريين زخمها لتعمل على تجييش قاعدتهم اليمينية التي باتت ترى الفوز على أوباما ممكناً في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ما ينذر بسباق رئاسي ساخن وصعب يتطلب دهاء وبرودة اعصاب، ما لم تبرز مؤشرات اقتصادية ايجابية تعيد اوباما الى الصدارة. وفرض ذلك على الحملة الديموقراطية مراجعة استراتيجيتها الانتخابية، ومحاولة اقناع الرئيس بالانتقال الى موقع هجومي والتخلي عن «حيائه» الذي افقده فرصاً عدة لانتقاد رومني وجهاً لوجه خلال المناظرة. كما أطلقت الحملة الديموقراطية اعلانات جديدة في الولايات الحاسمة تنتقد تعهد رومني بوقف الامدادات الحكومية لشبكة التلفزيون العامة وبرنامج «افتح يا سمسم» الذي تحول بعد المناظرة الى شعار انتخابي، وتركز على حماية أوباما لضمان الشيخوخة والبرامج الاجتماعية. أما رومني، فيحاول البناء على زخمه بجمع التبرعات وحشد أعداد غير مسبوقة في تجمعات انتخابية في فرجينيا وأوهايو وفلوريدا. ومع اخذ ذلك في الاعتبار، ستحظى مناظرة اليوم، الوحيدة بين بايدن وريان، بأهمية خاصة بسبب احتدام المنافسة، واحتمال ان يؤدي أي خطأ الى ترجيح كفة السباق لمصلحة طرف دون الآخر. وستهيمن العناوين الاقتصادية ومواضيع العجز في الموازنة والتي يبرع فيها ريان على المناظرة، وسيحاول بايدن اعتماد نبرة هجومية في الدفاع عن الطبقة الوسطى ورصيد ادارته. كما سيحاول التنويه بنسبة البطالة المنخفضة ما دون الثماني في المئة (7.8) وذلك للمرة الاولى منذ أربع سنوات. ويعرف بايدن (70 عاما) ببلاغته الكلامية، وقدرته الهجومية بأسلوب أقرب الى العامة، فيما يتمير ريان (42 عاما) باحاطته الجيدة بالتشريعات الاقتصادية. وينتظر أن يتواجه رومني وأوباما في مناظرة أخرى الاثنين المقبل، ستكون مفصلية بالنسبة الى الرئيس الأميركي. وسيعطي أي أداء ضعيف لاوباما مشابه للمناظرة الأولى، اندفاعة أقوى لرومني في اتجاه الفوز، فيما سيوفر له الحضور الهجومي فرصة لاثارة حماسة قاعدته الانتخابية ودفعها الى التخلي عن لامبالاتها خلال الانتخابات.