أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أنه يشعر بخيبة أمل من الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، الذي فضّل «توجيه انتقادات» إلى القوات الأميركية بدلاً من الاعتراف بالتضحيات التي قدمتها. وكان بانيتا يتحدّث للصحافيين على متن الطائرة العسكرية التي أقلته إلى ليما في بداية جولة في أميركا اللاتينية تشمل البيرو والأوروغواي بهدف تعزيز الشراكة في مجال الدفاع مع بلدان المنطقة. وقال: «على كارزاي أن يتذكر أن أكثر من ألفي جندي أميركي قتلوا في أفغانستان». وتأتي تصريحات بانيتا بمثابة ردّ على كارزاي، الذي أعلن الخميس الماضي أن الولاياتالمتحدة أخفقت في ملاحقة المتمردين المتمركزين في باكستان. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس، أن كارزاي اتّهم الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي بممارسة «لعبة مزدوجة» عبر محاربة المتمردين الأفغان بدلاً من التصدّي لداعميهم في المناطق القبلية في باكستان. وقال كارزاي إنه يتعيّن على «الحلف الأطلسي وأفغانستان أن يخوضا هذه الحرب من حيث ينبع الإرهاب. لكن الولاياتالمتحدة ليست مستعدة للذهاب ومحاربة الإرهابيين هناك، وهذا يدل على لعبة مزدوجة، إذ إنهم يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر». وزاد متسائلاً: «إذا كانت حرباً ضد التمرّد فهي مسألة أفغانية داخلية، فلماذا أنتم هنا؟ دعونا نهتم بالأمر». وانتقد الرئيس الأفغاني ما قال إنه رفض من جانب حلف شمال الأطلسي لتسليم أفغانستان أسلحة حديثة ضرورية لمقاتلة أعدائها. واعتبر بانيتا أن كارزاي ركّز على قضايا خاطئة، وقال: «حققنا تقدماً في أفغانستان لأن هناك عسكريين رجالاً ونساء مستعدون للقتال حتى الموت من أجل سيادة هذا البلد وحقهم في الحكم وفي ضمان أمن أنفسهم». وتابع: «خسرنا أكثر من ألفي رجل وامرأة وخسرت إيساف (القوة التابعة لحلف الأطلسي) قوات هناك وخسرت القوات الأفغانية عدداً من أفرادها. سقط هؤلاء وهم يقاتلون العدو الحقيقي وليس العدو الخطأ، وأعتقد أنه من المفيد أن يعبر الرئيس (الأفغاني) عن شكره للتضحيات التي قدمها هؤلاء من أجل بلده بدلاً من أن ينتقدهم». وتزامنت تصريحات بانيتا وكارزاي ورد الفعل النادر لوزير الدفاع الأميركي، وسط توتر في العلاقات بين واشنطن وكابول بعد سلسلة من الهجمات لجنود أفغان على رفاقهم الأميركيين، أسفرت عن 51 قتيلاً على الأقل هذه السنة، كما بلغت مستوى قياسياً، مقوضة الثقة بين قوات الحلف والقوات الأفغانية في المسعى المشترك ضد متمردي حركة «طالبان». احتجاج باكستاني على صعيد آخر، انطلقت أمس مسيرة السلام التي دعا إليها زعيم حزب «تحريك الإنصاف»، لاعب الكريكيت الباكستاني عمران خان، الذي تحول قطباً سياسياً بارزاً في بلاده، متجهة نحو منطقة وزيرستان، للاحتجاج على الغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار. وأوردت قناة «جيو» الباكستانية، أن مئات السيارات انطلقت من إسلام أباد ولاهور وبيشاور وغيرها من المدن والبلدات متجهة إلى وزيرستان. وشدد خان على الطابع السلمي للمسيرة، وقال: «لن نقاتل أحداً»، مشيراً إلى أن «طالبان» لا تهدد مسيرته، محمّلاً السلطات مسؤولية أي اعتداء قد تتعرض له، وقال إن «سكان وزيرستان سيضمنون أمننا». وكانت إسلام آباد حذرت من مخاطر أمنية تهدد المسيرة وهددت بإيقافها قبل بلوغ هدفها. ويتوقع أن تستمر المسيرة يومين قبل وصولها منطقة وزيرستان القبلية، أكثر المناطق عرضة للغارات التي تشنها طائرات استطلاع أميركية. ويقول خان إن الغارات تؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، فيما تصرّ الولاياتالمتحدة على أن تلك الغارات تستهدف عناصر في تنظيم «القاعدة» و «طالبان».