إسلام آباد، كابول - رويترز، أ ف ب - أغلقت السلطات الباكستانية طريق إمدادات قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أمس، بعد ساعات على مقتل ثلاثة جنود باكستانيين في غارة جوية شنتها مروحيات تابعة للحلف واعتبرت الرابعة منذ الجمعة الماضي داخل اراضيها، بحجة ملاحقة متمردين من «طالبان» تراجعوا الى منطقة القبائل اثر مهاجمة جنودها جنوبافغانستان، ما يجعلها في موقع «الدفاع عن النفس». وأوقفت حركة نقل الشاحنات وصهاريج الوقود المنقولة للقوات الأجنبية في أفغانستان في موقع تورخم الحدودي بمنطقة معبر خيبر قرب مدينة بيشاور القبلية بعد اعلان مصدر عسكري باكستاني ان مروحيات الحلف قصفت، «بلا مبرر»، نقطة تفتيش لقوات حرس الحدود في قرية منداتي كانداو بإقليم كورام القبلي المحاذي لولاية باكتيا الأفغانية، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود. وأكد مسؤول امني باكستاني ان المروحيات قصفت المركز العسكري لمدة 25 دقيقة. لكن قيادة «الناتو» اعلنت ان مروحياتها دخلت المجال الجوي الباكستاني «في حالة دفاع»، وأطلقت النار وقتلت «مسلحين» بعد استهدافها بالرصاص من الأرض، مؤكدة انها تملك «حق الملاحقة» في حال استهداف عناصر من حركة «طالبان» جنودها في افغانستان، انطلاقاً من قواعدهم الخلفية في باكستان، فيما تصرّ على استحالة اتصالها بالقوات الباكستانية لدى حصول هجمات. وأشار الى ان الجيش الباكستاني سيبحث «خيارات الرد» اذا واصلت قوات الحلف انتهاك سيادة البلاد، علماً انه اطلق العام 2008 النار على مروحيتين اميركيتين، وأجبرهما على العودة الى أفغانستان بعدما قال قائده الجنرال كياني إن «باكستان لن تسمح بوجود قوات اجنبية على أراضيها». وتزامن الخلاف الحدودي مع بدء رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) ليون بانيتا زيارة مقررة مسبقاً لباكستان، حيث التقى الجنرال أشفق كياني ورئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية اللواء احمد شجاع باشا ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. وكثفت الولاياتالمتحدة هجماتها الصاروخية باستخدام طائرات بلا طيار في منطقة القبائل شمال غربي باكستان، وشنت 21 غارة خلال 25 يوماً، وهو أكبر عدد تنفذه في شهر واحد منذ بدء هذه الغارات في2008. ويقول محللون ان الجيش الباكستاني يعتبر الانتهاكات الحدودية للقوات الأجنبية «خطاً أحمر»، فيما تحصل الغارات باستخدام طائرات أميركية بلا طيار بموافقة ضمنية. في افغانستان، رفضت «طالبان» أحدث محاولة من جانب الرئيس حميد كارزاي للتحرك نحو محادثات سلام ووصفت «المجلس الأعلى للسلام» بأنه «فاشل وغير عملي» ونفت ان يكون زعماء كبار من الحركة على اتصال بكابول. يأتي ذلك بعد اعلان حكومة كارزاي أسماء أعضاء مجلس السلام الذي يهدف الى تمهيد الأرضية للتوصل الى نهاية من طريق التفاوض للحرب التي تدخل سنتها العاشرة.