واشنطن، كابول، لندن، ميرانشاه (باكستان) - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس امس، ان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي يبقى شريكاً للولايات المتحدة على رغم انتقاداته العمليات العسكرية الأميركية في افغانستان. في الوقت ذاته، جدد الرئيس الأفغاني لمناسبة عيد الأضحى دعوته حركة «طالبان» الى حوار لإحلال السلام، وذلك على رغم الرفض الحازم الذي ابداه زعيم الحركة الملا عمر لهكذا حوار. وقال كرزاي اثر صلاة العيد: «ادعو مرة اخرى من يريد من مواطني المستائين، الى الانضمام الى جهود السلام». يأتي ذلك غداة تأكيد الملا عمر رفضه أي حوار سلمي، طالما لم تغادر القوات الأجنبية التي تدعم حكومة كارزاي البلاد، وهو موقف لم يغيره المتمردون الذين توجه اليهم الدعوات السلمية منذ سنوات. وفي بيان نشر لمناسبة عيد الأضحى، نفى زعيم «طالبان» ان تكون بدأت اي حوار مع كابول. وعلى صعيد الانتقادات الموجهة الى الأميركيين، روى محقق اميركي كيف عثر على اربعة اصابع مبتورة قرب وحدة تابعة للجيش الأميركي متهمة بقتل افغان من باب التسلية وقطع اجزاء من الجثث للاحتفاظ بها. وأدلى المحقق بشهادته في حين مثل جندي اميركي ثالث امام المحكمة في جلسة تمهيدية في اطار عمليات القتل هذه التي كان يلتقط الجنود بعدها صوراً مع ضحاياهم في جنوبافغانستان في وقت سابق من هذا العام. واستمع الجندي اندرو هولمز احد العسكريين الخمسة المتهمين بالقيام بهذه التجاوزات، بهدوء الى العميل الخاص بنجامين ستيفنسن وهو يروي كيف عثر على اصابع مبتورة قرب الموقع الذي كان ينتشر فيه عناصر الوحدة. ويقول المدعون العسكريون ان هولمز شارك في اعدام افغاني في ولاية قندهار الجنوبية في كانون الثاني (يناير) واحتفظ بإصبع قطعه من جثة افغاني ودخن الحشيشة مع زملاء له. على صعيد آخر، نشرت صحيفة «ذي صن» البريطانية امس، أن مقاتلي «طالبان» يواجهون أزمة مزدوجة جراء نفاد الرصاص والقنابل. وأشارت الصحيفة الى ان مقاتلي «طالبان» يعانون حالياً من نقص حاد في ذخيرة بنادقهم الرشاشة (إي كي 47) من عيار 62ر7 ملم، فيما شهدت تكلفة المكونات الخام المستخدمة في تصنيع عبواتهم الناسفة ارتفاعاً بمقدار ثلاثة أضعاف في الأشهر الستة الماضية. وأضافت أن مصادر عسكرية عزت النقص في ذخيرة الحركة إلى قطع خطوط امدادها من الحدود مع باكستان، حيث انتشرت عشرات الدوريات من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وصادرت عدداً قياسياً من الأسلحة والمتفجرات. في باكستان، قتل 15 متشدداً امس، في ضربة صاروخية شنتها طائرات اميركية من دون طيار على مركز تدريب للمسلحين في شمال وزيرستان في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد، معقل «طالبان» وحلفائها، كما اعلن مسؤولون امنيون باكستانيون. ويأتي ذلك وسط تكثيف لهذه الهجمات اخيراً اذ قتل اكثر من 220 شخصاً في نحو 40 ضربة صاروخية منذ 3 ايلول (سبتمبر) الماضي، ما يثير استياء الحكومة الباكستانية التي تواجه انتقادات من الداخل. وصعدت الولاياتالمتحدة هجماتها بالطائرات من دون طيار وسط انتقادات لعدم تمكن باكستان من اطلاق هجوم بري في شمال وزيرستان حتى الآن. وأطلقت الطائرات الأميركية صواريخها على قرية غلام خان الواقعة على الحدود بين باكستان وأفغانستان وعلى بعد 15 كلم شمال مدينة ميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان. وقال مسؤول في اجهزة الأمن ان «15 متمرداً على الأقل قتلوا بستة صواريخ اطلقتها طائرات اميركية من دون طيار على مجمع للناشطين وسيارة». وأضاف ان «المتمردين كانوا يستخدمون المجمع للتدريب». وأكد مسؤول في جهاز الاستخبارات وآخر في جهاز الأمن في بيشاور الهجوم والحصيلة. وبعد الضربة، تجمع متمردون حول المجمع المدمر وبدأوا عمليات البحث بين الأنقاض فيما تم حفر قبور للقتلى في مقبرة قريبة، كما افاد مسؤولون محليون في الاستخبارات.