إسلام آباد، بروكسيل، واشنطن - أ ف ب - أعلن مسؤولون امنيون باكستانيون أمس، مقتل ثلاثة متمردين مفترضين في غارة شنتها طائرة اميركية من دون طيار على سيارة لدى عبورها قرية بغار بإقليم جنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان. وأوضح هؤلاء ان الطائرة اطلقت صاروخين على السيارة، علماً ان الغارة تزامنت مع تصاعد التوتر بين إسلام آباد وواشنطن وتدهور علاقاتهما، خصوصاً بعد تصفية قوات كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في ايار (مايو) الماضي، وشن عناصر من «شبكة حقاني» التابعة ل «طالبان» الأفغانية هجمات انطلاقاً من اراضي باكستان، آخرها على السفارة الأميركية ومقر الحلف الاطلسي (ناتو) في كابول قبل اسبوعين. ويطالب الأميركيون منذ سنوات إسلام آباد بمهاجمة اقليم شمال وزيرستان باعتباره اكبر قاعدة الخلفية لتنظيم «القاعدة» وجماعات «طالبان» الافغانية وفي مقدمها «شبكة حقاني» التي تعتبرها واشنطن من ألدّ اعدائها في شرق افغانستان. على صعيد آخر، خطف مجهولون 34 عاملاً في منجم فحم بمنطقة خيبر القبلية واقتادوهم الى جهة مجهولة من دون أن يعرف مصيرهم. وفي بروكسيل، زاد الحلف الأطلسي ضغوطه على باكستان للقضاء على معاقل «الارهاب» في منطقتها القبلية الحدودية مع افغانستان، ودعا امينه العام اندريس فوغ راسموسن خلال منتدى للدفاع استضافه مركز السياسات الاوروبية الى التزام إسلام آباد «جدياً» ضمان الاستقرار في افغانستان. وقال: «نحض القوات والحكومة في باكستان على بذل اقصى الجهود لمحاربة التطرف والارهاب في المنطقة الحدودية. ان تمتع الارهابيين بملاذات آمنة في باكستان يمثل مشكلة امنية بالنسبة الى جنودنا، ومن مصلحتنا المشتركة معالجة الأمر، لذا وجهنا رسالة واضحة الى السلطات الباكستانية». وكانت الحكومة الباكستانية أكدت اول من امس «وحدتها» مع أبرز قادة المعارضة في مقاومة الضغوط الاميركية لبذل جهود اضافية في «الحرب على الارهاب». وفي الولاياتالمتحدة، جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعواتها الى باكستان للقضاء على «طالبان»، آملة في الوقت ذاته بإقامة علاقة «اكثر متانة» بين واشنطن وإسلام آباد.