واشنطن - أ ف ب - أعلنت القوات الباكستانية أنها صدت هجوماً واسعاً شنه اكثر من 500 مسلح من حركة «طالبان»، تدعمهم عناصر جاءت من أفغانستان، في منطقة دير العليا القبلية المجاورة لولاية كونار الأفغانية. وأكدت القيادة العسكرية الباكستانية أن قواتها استعادت قرية شلتالو في دير العليا من المسلحين الذين استولوا عليها أول من أمس، ونسفوا مدرستين فيها واستولوا على أسلحة من مركز تفتيش على مدخل القرية، تابع للشرطة وقوات حرس الحدود التي سقط اكثر من 34 فرداً في صفوفها، قبل ان تحسم المعركة قوات حكومية معززة بمروحيات وأسلحة ثقيلة، وتجبر المسلحين الذين خسروا نحو 45 مقاتلاً على الانسحاب. وأشار عمر حسين، الناطق باسم «طالبان باكستان» في إقليم ملقند، الى أن المسلحين انسحبوا الى الأراضي الأفغانية، بعدما استولوا على أسلحة مضادة للطائرات وأسلحة ثقيلة من قوات حرس الحدود الباكستانية، علماً أن الهجوم على شلتالو ومشاركة مسلحين أفغان فيه شكّلا العملية الأكثر عنفاً منذ شهور في منطقة القبائل، وذلك بعد أسابيع قليلة على سيطرة «طالبان» الأفغانية على مديريات في ولاية كونار، وقصف قوات الحلف الأطلسي (ناتو) مركزاً للشرطة الأفغانية أدى إلى مقتل 25 عنصراً أمنياً، وأثار ذلك غضباً شعبياً ورسمياً من غارات «الناتو» دفع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الى تحذير الحلف من احتمال اعتبار قواته «قوات احتلال» إذا استمرت في قصف المدنيين وقتلهم. في غضون ذلك، نفى قائد القوات الباكستانية في منطقة القبائل الجنرال آصف ياسين ملك، نية الجيش مهاجمة إقليم شمال وزيرستان، مؤكداً العمل لتطهير باقي المناطق من المسلحين، وتنفيذ مهمات تمشيط في منطقة كرام المجاورة لشمال وزيرستان. وأعلن الجنرال ياسين أن أي عملية في شمال وزيرستان ستنفذها القوات الباكستانية «حين تريد، وحين ترى أنها تخدم المصلحة العليا للبلاد، وليس حين تطلبها دول في الخارج»، في إشارة إلى الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة على باكستان لتنفيذ العملية، من أجل وضع حد ل «شبكة حقاني» وجماعات أخرى مسلحة تنشط في شمال وزيرستان. على صعيد آخر، صرح رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن بأن «باكستان تحتاج الى وقت لحل مشاكلها»، محذراً من أن التخلي عنها قد يكون «خطيراً» للولايات المتحدة. واعتبر أن باكستان حليفة واشنطن في «الحرب على الإرهاب»، تشهد «مراجعة للذات» منذ قتلت قوات كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، في بلدة أبوت آباد القريبة من إسلام آباد مطلع أيار (مايو) الماضي. وأضاف مولن: «يجب أن نمنحهم (الباكستانيين) بعض الوقت ومجالاً للعمل، وهذا أمر طبيعي، أما التخلي عنهم فهو أسوأ أمر نستطيع فعله». وأوضح الجنرال الأميركي أن «لو حصلت قطيعة بين الولاياتالمتحدةوباكستان بعد عشر سنين، أو عشرين سنة، سنعود وستتفاقم خطورة الأمور».