رد "الجيش التركي" على قذائف "مورتر" أطلقت من الجانب السوري وسقطت في أرض زراعية بجنوب تركيا اليوم السبت، غداة تحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لدمشق من أن "تركيا لن تتردد في خوض حرب في حال استفزازها"، وأضاف" إن بلاده لا تريد حرباً لكنه حذر سورية من ارتكاب "خطأ فادح" إذا اختبرت عزيمة تركيا". ويعد الهجوم هو رابع يوم من الهجمات التركية، ردا على قصف من القوات السورية أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك في شرق البلاد. وتعتبر "الهجمات" و"الهجمات المضادة"، هي أشد أعمال العنف عبر الحدود، التي يشهدها حتى الآن الصراع في سوريا، الذي بدأ ب"انتفاضة مطالبة بالديمقراطية لكنه تحول إلى حرب أهلية ذات أبعاد طائفية". وتوضح هذه الهجمات "كيف يمكن للأزمة السورية أن تزعزع الاستقرار في المنطقة". وكانت تركيا، العضو في حلف "شمال الأطلسي"، حليفة للرئيس السوري بشار الأسد في السابق، لكنها انقلبت ضده بعد تعامله ب"عنف مع الانتفاضة" التي لقي فيها أكثر من 30 ألف شخص حتفهم وفقا لاحصاءات منظمات "الاممالمتحدة". ويوجد ما يقارب من 100 ألف لاجىء سوري يعيشون في مخيمات في تركيا، التي سمحت حكومتها لقادة المعارضة السورية باتخاذها ملاذا آمنا لهم وقادت دعوات مطالبة ب"تنحي الأسد". وتحدث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بنبرة أكثر دفاعية اليوم السبت قائلاً إن "موافقة البرلمان على عمل عسكري محتمل خارج الحدود يهدف إلى الردع"، قائلا "لم نأخذ خطوة تجاه الحرب بهذا التفويض بل أظهرنا للحكومة السورية قدرتنا على الردع لنطلق التحذير الضروري للحيلولة دون نشوب حرب". وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي.آر.تي" من الآن فصاعدا سيتم إسكات أي هجوم على تركيا". وأشار داود أوغلو إلى أن "المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي سيزور تركيا قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في غضون الأيام العشرة المقبلة".