قال الرجل الثاني في الحزب الديموقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني إن «حزب العمال» الذي يخوض حرباً في تركيا، لم يراع وضع إقليم كردستان، فيما لمح وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو إلى إمكان إقامة منطقة «عازلة» قرب الحدود مع العراق. وقال بارزاني في صفحته على «فايسبوك»: «بعد الهجوم على محافظة هكاري، زرت تركيا وأعلنت موقفنا من الحادث، لكن بعض الجهات فسرته بشكل خاطئ، بهدف التلاعب بمشاعر المواطنين». وأضاف: «نحن لم نتراجع لحظة عن دعم الشعب في تحقيق حقوقه القومية، ونطالب دائماً الشعب الكردي في الأجزاء الأخرى من كردستان بمواصلة النضال بالطرق السلمية والديموقراطية لكسب تأييد المجتمع الدولي، كون اللجوء إلى السلاح والعنف في هذا العصر لن يحلا المشكلة الكردية». وأوضح أن «عدداً من الأحزاب الكردية في إيران وتركيا وسورية تمارس نضالها السياسي في إقليم كردستان، ولا تشن هجمات على دول الجوار انطلاقاً من أراضي الإقليم، ولكن مع الأسف فإن حزب العمال الكردستاني يؤمن بالنضال المسلح، لم يراع وضع الإقليم، والهجمات التي يشنها أثرت بشكل مباشر. واستخدامه الإقليم ملاذاً يخالف كل الاتفاقات الدولية والأعراف الديبلوماسية»، مشيراً إلى أن الإقليم «لا يعارض أيديولوجية وطريقة نضال حزب العمال، ونحن لسنا مسؤولين عنه، لكن عليه مراعاة الوضع وأن لا يصبح سبباً في تحويل أراضي الإقليم إلى ساحة للصراعات المسلحة». وكان بارزاني التقى كبار المسؤولين الأتراك، بعد مقتل 24 وإصابة 19 جندياً تركياً في 17 الشهر الجاري في هجوم شنه مسلحو «حزب العمال» على مراكز أمنية وعسكرية في مدينة هاكاري قرب حدود العراق الشمالية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع قناة «أن تي في» التركية:»أمام العراق خياران، إما أن يمنع انتشار الإرهابيين في شماله، أو يتعاون مع تركيا»، وأشار إلى «إمكان لجوء أنقرة بمفردها للقضاء على الإرهاب وإقامة منطقة عازلة في المنطقة الحدودية»، متوقعاً أن تتلقى بلاده «دعماً واضحاً من البيشمركة» الكردية. إلى ذلك، قال عضو لجنة الدفاع في البرلمان العراقي النائب عن «التحالف الكردستاني» شوان محمد طه ل «الحياة»: «هناك طريقتان لحل المشكلة مع إيران وتركيا، وهي الطرق أو القوانين والمعايير الدولية، وكلاهما لن يجدي نفعاً، لأن الدولة القوية ستفرض شروطها على جارتها الضعيفة وهذا ما يطلق عليه الاتفاق العمودي»، وأضاف «نحن لا ننفي وجود تحركات لعناصر حزب العمال عند الحدود في المناطق الجبلية الوعرة، والحكومة التركية تطالب بغداد وأربيل بحماية الحدود، في حين أن المهمة مشتركة بين الدولتين، إذا كانت تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) غير قادرة على حماية حدودها، فكيف بإمكان القوات العراقية المنهكة أن تقوم بذلك». وأوضح طه إن «مشكلة حزب العمال هي مشكلة تركية داخلية بحتة، وعليها عدم تصديرها إلى الخارج، وهذه المشكلة أثرت بشكل سلبي في واقعنا، وما يحدث عند الحدود خارج عن إرادتنا».