قبل أسبوعين من افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلي (منتصف الشهر الجاري) تتعزز التوقعات بنيّة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الدعوة الى انتخابات برلمانية مبكرة بدلاً من تشرين أول (أكتوبر) من العام المقبل، وقد تتم الدعوة اليها في شباط (فبراير) أو آذار (مارس) من العام 2013، ليقينه أنه لن يكون في وسع ائتلافه الحكومي الضيق (66 نائباً من مجموع 120) أن يُقر الموازنة العامة للدولة العبرية للسنة المقبلة على خلفية معارضة شركاء له في الائتلاف مشروع الموازنة المقترح الذي ينص على اقتطاع من موازنات الرفاه الاجتماعي والتعليم والصحة، وهو ما يعتبره حزب «شاس» الديني المتزمت ضربات موجعة للشرائح الضعيفة التي يأتي معظم الأصوات للحزب منها. ونقلت مواقع إخبارية عن أوساط نتانياهو، أمس قولها إن نتانياهو سيواصل خلال الأيام الباقية قبل استئناف الكنيست أعماله، إقناع شركائه في الائتلاف بضرورة تمرير موازنة «معقولة» تعكس مسؤولية الحكومة تجاه الاقتصاد الإسرائيلي، «لكن إذا أيقن أن الأمر ليس متاحاً، فإنه لن يتردد في الذهاب إلى انتخابات مبكرة». وينص القانون الإسرائيلي على وجوب إقرار موازنة عامة حتى نهاية آذار (مارس) من كل عام، وفي حال لم يتم ذلك تسقط الحكومة. ويرى مراقبون في تصريح زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الشريك الأبرز في الائتلاف الحكومي، قبل يومين أنه لا يستبعد أن يبكر نتانياهو الانتخابات. ويرى المراقبون إن تصعيد ليبرمان لهجته ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ليس سوى الشرارة الأولى في المعركة الانتخابية، وهو الذي اعتاد أن يصعّد ضد العرب على جانبي «الخط الأخضر» عشية كل انتخابات برلمانية ليحصد مزيداً من اصوات اليمين. وواصل نتانياهو لقاءاته مع شركائه في الائتلاف أمس، بينهم زعيم حزب «شاس» وزير الداخلية ايلي يشاي، الذي يعارض بشدة البند الخاص بتقليص المخصصات الحكومية للعائلات كثيرة الأولاد، وهو بند يمس تحديداً بعائلات المتدينين والعرب. وأعلنت أوساط رفيعة في الحزب الديني، أن يشاي يفضل إجراء انتخابات مبكرة على المساس بمخصصات الشيخوخة والأطفال. من جهة أخرى، كررت زعيمة حزب «العمل» المعارض شيلي يحيموفتش، دعوتها نتانياهو لتحديد موعد مبكر للانتخابات، في كانون الثاني (يناير) المقبل «لأن من شأن ذلك تبديد عدم اليقين السائد في الساحة السياسية والمتمثل في غياب موازنة عامة للعام المقبل». وقالت إن إسرائيل بحاجة إلى انتخابات ليحسم الناخب بين عدد من الخيارات المتاحة امامه وليحدد بالتالي المسار الصحيح للدولة. وجاء لافتاً أن الخيارات التي طرحتها يحيموفتش تتطرق إلى الأوضاع الاجتماعية-الاقتصادية في إسرائيل من دون أي ذكر للقضية الفلسطينية التي كانت حتى الأمس القريب في رأس اهتمامات حزب العمل». إلى ذلك، تعززت التوقعات بأن يؤدي الإعلان عن انتخابات جديدة إلى انقسام كبير في حزب «كديما» المتهاوي، الذي خرج في الانتخابات الأخيرة مع أكبر عدد من المقاعد (28). ولم يستبعد معلقون أن ينقسم الحزب إلى ثلاثة أحزاب صغيرة ليس أكيداً أن يتمكن أي منها من اجتياز نسبة الحسم.