يعقد الكنيست (البرلمان) بعد غد دورته الصيفية وسط توقعات مسؤولين كبار في «ليكود»، بينهم رئيس الكنيست القطب البارز في «ليكود» رؤوفين ريبلين، بأن تكون هذه الدورة الأخيرة حيال نية رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تقديم موعد الانتخابات العامة من نهاية العام المقبل إلى نهاية العام الحالي. وبحسب مسؤولين كبار في الحزب الحاكم، فإن نتانياهو الذي يريد استغلال ارتفاع شعبيته وشعبية حزبه في استطلاعات الرأي الأخيرة، لا يخشى انتخابات مبكرة بل أنه بدأ مشاورات مكثفة في هذا الشأن شملت اجتماعاً سرياً الأسبوع الماضي بزعيم «كديما» شاؤول موفاز في محاولة للاتفاق معه على موعد للانتخابات المقبلة توقع بعض الأوساط أن تجرى الخريف المقبل أو مطلع العام المقبل. وكرر رئيس الكنيست توقعاته بأن يضطر نتانياهو إلى تقديم موعد الانتخابات حيال القضايا الخلافية الشائكة بين مركّبات ائتلافه الحكومي، وفي مقدمها مسألة إعفاء الشبان المتدينين المتزمتين (الحريديم) من الخدمة الإلزامية، ووجوب إقرار الموازنة العامة للعامين المقبلين، فضلاً عن قضية الاستيطان غير القانوني الذي يصر أقطاب في «ليكود» على شرعنته، والحركة الاحتجاجية الشعبية على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للطبقات الوسطى المتوقع أن تُستأنف الصيف المقبل. وقال ريبلين لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه يعتقد أن إسرائيل دخلت عام انتخابات، وأن الدورة الصيفية قد تكون الأخيرة للكنيست الحالية، من دون استبعاد أن تشهد نهاية العام انتخابات برلمانية. وبرر ريبلين توقعاته ب «الصعوبات التي تنتظر الحكومة»، وفي مقدمها الخلافات بين مركّبات الائتلاف على الموازنة العامة حيال المطالبات القوية بتقليصها ببلايين الدولارات إزاء انخفاض مداخيل الدولة من جباية الضرائب ومحاولة أحزاب شريكة في الائتلاف ابتزاز موازنات لمؤسساتها، ووجوب إقرار قانون جديد يحل محل القانون الحالي الذي يعفي «الحرديم» الخدمة الإلزامية في الجيش، بناء لقرار المحكمة العليا. وكانت المحكمة حددت للحكومة الإسرائيلية مطلع آب (أغسطس) المقبل موعداً أخيراً لصوغ مشروع قانون جديد في هذه المسألة. ويواجه نتانياهو صعوبات في بلورة مشروع كهذا حيال الخلاف بين شركائه في الائتلاف، فمن جهة حزب «إسرائيل بيتنا» العلماني المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يطالب بإلزام كل إسرائيلي يبلغ الثامنة عشرة، بمن فيهم العرب، بالالتحاق بالجيش أو تأدية «خدمة وطنية أو مدنية» أخرى، ومن جهة أخرى يهدد حزبا «شاس» و «يهدوت هتوراه» اللذان يمثلان «الحرديم»، بأزمة ائتلافية في حال تغيير الوضع الراهن الذي يعفي «الحرديم» من الخدمة الإلزامية. ويتفق مسؤولون كبار آخرون في «ليكود» مع ريبلين في توقعاته بأن نتانياهو سيقدم موعد الانتخابات العامة، وأنه حتى لو لم يرغب بذلك، فإنه سيضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة حيال ما ينتظر ائتلافه الحكومي من عثرات. وأشار هؤلاء إلى أن جنوح عدد من أقطاب «ليكود» إلى مواقف يمينية متشددة في الفترة الأخيرة «حتى غدا الحزب نسخة عن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية» (المتطرف)، يشير إلى أنهم باتوا يشعرون بأن الانتخابات وشيكة، وعليه يطلقون تصريحات متشددة لنيل رضى المعسكر المتشدد في الحزب، خصوصاً معسكر أنصار المستوطنين الذي يشكل أعضاؤه في اللجنة المركزية للحزب أكثر من رُبع أعضائها. وقال زعيم حزب «كديما» شاؤول موفاز إن «نتانياهو لا يملك القدرات على توفير ردود للتحديات الكثيرة التي تواجه إسرائيل»، مضيفاً أن الذهاب إلى انتخابات مبكرة «سيكون بمثابة اعتراف من رئيس الحكومة بفشله وفشل حكومته». وأفادت المعلقة في الشؤون الحزبية في «يديعوت أحرونوت» سيما كدمون أن الشهر المقبل سيشهد ميلاد حركة اجتماعية جديدة تخوض الانتخابات المقبلة وتبادر إلى إقامتها شخصيات نافذة في عالم «الهاي تك» وناشطون اجتماعيون بارزون «يكون هدفها تغيير وجه الخريطة السياسية الحالية وشكل المجتمع الإسرائيلي». وأضافت أن المبادرين الرئيسيين لا ينتمون سياسياً إلى أي من الأحزاب إنما «معروفون بنشاطهم الاجتماعي وبمواقعهم في مجالات عملهم».