فتحت نتائج ولاية كارولينا الجنوبية في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح جمهوري للرئاسة، الباب على مصراعيه أمام معركة مفتوحة بين الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش وحاكم ماساشوستس السابق ميت رومني. وعكس فوز غينغريتش على رومني في ساوث كارولينا انقساماً عميقاً بين القاعدة الحزبية وما يعرف ب«جمهوريو رونالد ريغان» وخط الوسط المعروف ب«جمهوريو نلسون روكفلر». وفي تطور قلبت نتائجه موازين السباق الجمهوري لاختيار مرشح لمنافسة الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، رفض الناخبون في «ولاية النخيل» ليل السبت – الأحد، اعتبار رومني «مرشحاً حتمياً» للحزب، وأطاحوا صدارته للسباق بإعطائهم غينغريتش فوزاً ثميناً ب 40 في المئة من الأصوات في مقابل 27 في المئة لرومني. وساعدت غينغريتش عوامل عدة، أبرزها الوجود القوي للإنجيليين في الولاية، والذين يملكون تحفظات عن انتماء رومني لكنيسة المورمن، اضافة الى الحضور القوي لحركة «حزب الشاي» اليمينية، والتي تتضارب تطلعاتها مع المؤسسة الحزبية الداعمة لرومني. كما كان لأداء غينغريتش القوي في المناظرات وامتناع رومني عن نشر سجلاته الضريبية دور أساسي في الفوز. وأعلنت حملة رومني أمس، أنه سيكشف عن سجله الضريبي للعام الماضي، معتبرة أنها أخطأت في الانتظار حتى الآن. ولعل العبرة الأكبر من سباق ساوث كارولينا هي صعوبة السيطرة على الحزب الجمهوري المنقسم بين جناحين وسطي معتدل ويميني متشدد. ويعتبر غينغريتش من المؤيدين بقوة لإسرائيل، وهو يتلقى معظم تبرعاته المالية من الثري اليهودي الأميركي شلدون أدلسون المعروف بصداقته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وكان أدلسون أعرب عن سروره أخيراً بتسمية غينغريتش للفلسطينيين بأنهم «شعب مصطنع»، وقدم الى حملة المرشح مبلغ خمسة ملايين دولار. أما رومني فهو يأتي من المدرسة الأكثر وسطية في الحزب ويحظى بدعم الرئيس السابق جورج بوش الأب والسناتور العربي الأميركي السابق جون سنونو. وستساعد المعركة الطويلة المرتقبة بين الرجلين في رفع حظوظ أوباما للفوز في ولاية ثانية، كونها أولاً تلهي المرشحين عن مهاجمة الرئيس الأميركي وستضعف الفائز بينهما في الانتخابات العامة. وعكست استطلاعات الرأي تقدماً لأوباما على كليهما وبفارق يصل الى عشر نقاط على غينغريتش وخمس على رومني. وكان هذا الانقسام الجمهوري سبباً في عدول حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش عن دعم رومني، وتفضيل عدد من رموز الحزب البقاء على الحياد. وينتقل السباق بعد ساوث كارولينا الى فلوريدا وبزخم كبير لغينغريتش المتراجع في الاستطلاعات هناك أمام رومني. وتبرز في «ولاية الشمس» الانقسامات ذاتها بين حركة «حزب الشاي» والمؤسسة الحزبية، كما هناك حضور قوي لأصوات الأقليتين اليهودية واللاتينية. وتسبق الانتخابات هناك في 31 الشهر الجاري مناظرتان تلفزيونيتان وخطاب أوباما عن «حال الاتحاد» أمام الكونغرس غداً. وستتصدر الأولويات الاقتصادية هموم الناخبين في الولاية التي تعاني من البطالة، كما تلعب قضايا الهجرة والعلاقات مع كوبا دوراً في اختيار الفائز.