عندما فاز الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالرئاسة العام 2007، توجهت الانظار الى زوجته السابقة سيسيليا بسبب تكهنات تحققت لاحقاً، عن احتمال انفصالها عنه لارتباطها بعلاقة عاطفية مع رجل آخر ما لبثت أن تزوجته. وتقدمت أخبار سيسيليا حينها على الحدث السياسي الذي تمثل بتولي ساركوزي الرئاسة بعد خسارة المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال، لتتوالى فصول مثيرة عن حياة الرئيس العائلية والعاطفية على مدى سنوات عهده، الى حد أثار ضيق الفرنسيين وتململهم. وعلى رغم ان الرئيس الحالي فرانسوا هولاند حرص على تجنب الخلط بين حياته العامة والخاصة، إلا ان المرأتين اللتين ارتبط بهما اعادتا التسالي والضيق الى الفرنسيين، وقدمتا مادة دسمة حتى حين كان الرئيس يُشرف على الانتخابات الاشتراعية. وأتت القنبلة الاولى من شريكته فاليري ترييرفيلير ورسالة تأييد وجّهتها الى النائب اوليفييه فالروني منافس رويال الشريكة السابقة لهولاند وأم اولاده الأربعة، ما كشف علانية العداوة الراسخة بين الامرأتين، وأوقع الرئيس بين نارين في ما أصبح يُعرف باسم «حرب القبلات» او «حرب المخادع». وتصدرت صور الثلاثي هولاند وترييرفيلير ورويال الصحف ونشرت وسائل الإعلام خفايا الغيرة بين المرأتين وتداعياتها، ما مسّ دعامة التوجه الذي اعتمده هولاند ونص على التمايز التام مع ساركوزي وأسلوبه وفضائحه. والتزم هولاند الصمت ولم يُشر الى «حرب الضرتين» سوى في مقابلة تلفزيونية في 14 تموز (يوليو) الماضي حين قال انه طلب من افراد اسرته الصمت معلناً ان ترييفيلير «ستحترم بصرامة مبدأ الفصل بين الحياة الخاصة والعامة». وعلى رغم موقف هولاند تجدد النزاع بين ترييرفيلير ورويال عبر مجموعة كتب تتصدر مبيعات المكتبات الفرنسية. «بين نارين» عنوان أحد هذه الكتب الصادرة عن دار «غراسيه» للنشر وأعدته آنا كابانا من مجلة «لوبوان» وآن روزنشير رئيسة تحرير مجلة «ماريان». وحمل غلاف الكتاب على صفحته الأولى صورة مركبة للثلاثي رويال وترييرفيلير يتوسطهما هولاند وعبارات «رئيس بين امرأتين» و «قصة غراميات» و «دراما نفسية تحولت الى قضية دولة». ويسرد الكتاب، في 17 فصلاً، قصصاً معروفة سُردت في مئتي صفحة كانت وسائل الإعلام المختلفة عالجتها بخفة. ويتحدث عن العداوة القديمة بين المرأتين وكيف ان رويال سعت مراراً لإبعاد ترييرفيلير. وبلغت العداوة ذروتها عندما واجهت رويال ترييرفيلير وزوجها بالأمر كما طلبت من رئيس تحرير مجلة «باري ماتش» إبعادها عن هولاند بوقفها عن تغطية نشاطات الحزب الإشتراكي وهو ما حصل من دون ان يضع حداً لعلاقتهما العاطفية. لكن ترييرفيلير انتصرت في النهاية وانفصل هولاند عن رويال ليرتبط بحبيبته المطلقة. واختارت ترييرفيلير الالتصاق بهولاند ومرافقته في كل نشاطاته وتنقلاته بعدما غيرت ملامحه وأضفت بعض التغييرات على مظهره من دون ان تنسى غريمتها. وشكلت الانتخابات الاشتراعية في دائرة لا روشيل، حيث تنافست رويال مع المرشح الاشتراكي المنشق اوليفييه فالروني، المحطة التي فجّرت غضب ترييرفيلير، ذلك ان بيان الترشيح الذي وزعته رويال على الناخبين حمل عبارة تأييد بتوقيع هولاند. وبعد تأنيبها هولاند على تأييده ترشيح شريكة حياته السابقة، وجهت ترييرفيلير رسالة تأييد شهيرة الى فالروني، كما اكدت ذلك بما لا يترك اي مجال للشك في تصريح الى وكالة «فرانس برس». ويتوقف الكتاب عند «حرب القبلات» بين السيدتين حيث اصرت ترييرفيلير على ان يقبّلها هولاند على فمّها علناً خلال الاحتفال بفوزه كونه قبّل رويال على وجهها... وحرب الصور بعدما حرصت رويال على الظهور الى جانب هولاند في احد المهرجانات الانتخابية. ويبرز الكتاب صورة لامرأتين لا تقل كل منهما شراسة وقوة شخصية عن الأخرى. وتحسباً مما قد يعيد «حرب السيدتين» تلقى هولاند نصائح بتولية رويال، التي لا منصب لها، حقيبة وزارية والزواج من ترييرفيلير لاسدال الستار ولو موقتاً على المسلسل العاطفي الذي يُسلّي الفرنسيين خلال الأزمة الاقتصادية وذيولها.