ثمة حكاية «غرام» تربط شيماء محمد سعيد طيب، بتصميم الأزياء، تعود إلى أيام طفولتها. حين كانت تفكك القطع، وتعيد تركيبها بطريقتها الخاصة، ومن خلالها تمزج اللون المناسب كما يتراءى لها، ووفق نظرية مصممة أزياء صغيرة في طريقها نحو مشوار بعيد. إنها البداية التي من خلالها ولدت مصممة الأزياء السعودية شيماء طيب، التي تعترف بغرابة تصاميمها، تحت قناعة «النمط ممنوع، والتغيير والابتكار أمر مطلوب». وتقول طيب، في حوار مع «الحياة»: «إن الإلهام لا يأتي إلا من خلال كنوز نتبعها، تكشف لنا بعض التفاصيل الدقيقة التي تشكل ماهيتنا، وما نريد أن نكون عليه، مثل السفر المتكرر، والقرب من الطبيعة، وحب اكتشاف العالم، والاندماج في ثقافة الشعوب، وهي عناصر ألهمتني، وكشف لي عن مواردي وقدراتي الذاتية». وتجد شيماء نفسها قريبة لتصاميمها، «إلى حدٍ أعمق من الرسم ذاته، أتواجد باستمرار في وقت الإنتاج، وأعير التفاصيل الدقيقة جل اهتمامي، إضافة إلى هوايتي في الرسم على القماش والزجاج، وكذلك تجاربي في تعلم رقص «السالسا» و«التانغو»، وتجربتي أخيراً كمذيعة مشاركة ضمن برنامج «زهرة الخليج»، الذي يُعرض على قناة أبو ظبي. وكنت أقدم فقرة تتعلق بالسفر والترحال، ما شكل بالنسبة لي مصدراً غزيراً للاطلاع على ثقافة الشعوب، وأثرى حصيلتي ومخيلتي في الإبداع». وحول أهمية الإكسسوارات التي تمثل قيمة للتصاميم في الغالب، ذكرت أنه «اختلاق لما هو يدوي الصنع، إضافة إلى بعض الأحجار الكريمة، إذ لا أميل إلى الإكسسوارات باهظة الثمن، التي لا أجدها ذات قيمة في تصاميمي». وتنصت المصممة إلى رأي زبائنها باهتمام ملحوظ، «أسمعهم يرددون عبارة «تصاميمك غريبة ومميزة»، فهم يقصدون بتلك العبارة الابتكار والتميز، لكون تصاميمي مزيجاً لثقافات عدة، وتجارب ورحلات مختلفة». وحملت آخر مجموعة للشيماء اسم «رقصة تانغو في أثينا»، تلتها مجموعة «رقصة بلغارية في إسطنبول». وكلا التصاميم روت قصة انصهارها مع التراث الثقافي لتلك البلاد، ثم تلتها مجموعة باسم «Dos Gardenias» (وردتين غاردينيا لحبيبتي)، وهي اسم لأغنية مشهورة لفرقة كوبية، اسمها «Buena Vista social club»، وهذه المجموعة تحمل أسماء زهور وورود وطعوم منوعة، تركت أثراً في نفسي. وكذلك أسماء لشخصيات عظيمة وأماكن زرتها ألهمتني في مسيرة حياتي، وعلى رأسها أغنيةDos Gardenias، التي طالما حركت مشاعري، ما لا يجعلها صماء أمام نقد زبوناتها، كما تقول: «اقبل النقد. وكثيراً ما آخذ في الاعتبار آراء من يتعاملن معي، والتواصل بين المصمم والمتلقي فن يفهمه محبو المهنة، لتجديد الروح، وخلق ثقافة جديدة تطفي على روح التصميم قيمته في الإبداع والابتكار». وتختار المصممة طيب، أن تقدم أطروحاتها إلى «كل امرأة تعرف نفسها، وتعتد بها، وتثق في جمالها الداخلي، وتتخذ من التصاميم ما يلائمها شخصياً وفكرياً، وما يناسبها أيضاً جمالياً، من ناحية الوزن ولون البشرة والطول، واعتبار المكان والزمان». لكن من يلهمها من النساء هن «الحالمات، أصحاب الحساسية العالية، اللواتي يتلمسن ويتذوقن الكون من حولهن، خيالهن واسع ومبتكرات ومتجددات. ولسن نمطيات وجريئات، وفي الوقت ذاته متحفظات، أنثى تهتم وتعتز بجمالها الداخلي، لديها الوعي الكافي في ثقافتها المحلية. ولا تقبل أن تكون إمعة، فهي تخلق الظروف والتجارب، ولا تنقاد لها، والأهم أن تكون سعيدة، وتشع على كل من حولها إشراقاً». وتشتهر تصاميم شيماء تحت اسم «جنغل بلو» Jungleblue، وتجد أن التسويق بحسب مفهومها هو «التركيز على إشهار وبيع المنتج، والدخول إلى أسواق جديدة من دون التركيز على الظهور في الصورة، وعلى العلاقات العامة والإعلام، والتواجد المستمر في المجتمع الفني، ما يستنفد كثيراً من الطاقة، لاسيما أنني أسعى إلى خلق التوازن بين عملي وحياتي الخاصة وعائلتي. وأن أظل دائماً استمتع بعملي، حتى لا يتحول إلى مصدر ضغوط وانفعالات، والتسويق آخذه في خطوات بسيطة، فلدي إيمان قوي بأن العمل المميز والطاقة الإيجابية والصبر، تتكفل بالمهمة».