ربما تختلف مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم عن بقية المصممات السعوديات والخليجيات بصفة عامة، كونها شغوفة بالتصاميم الرجالية، كما شغفها بالعباءات العربية التي تميز معظم المصممات الخليجيات.أمينة الجاسم، الموظفة السابقة «بأرامكو» السعودية، بدأت هوايتها في تصميم الأزياء في محل صغير خاص بها بمدينة الدمام، من دون أن تتخلى عن وظيفتها الإدارية، ومن ذلك المحل الصغير دخلت المجال بصفتها مصممة محترفة مطلع الثمانينات الميلادية. وتركز رؤيتها كما تقول دائماً «على استلهام التراث العربي، وثقافته الشعبية المتنوعة في السعودية من شمالها وحتى جنوبها ومن شرقها إلى غربها مروراً بوسطها». تطور أمينة من البداية إلى اليوم، واضح في عروضها السنوية، وهي أكملت عقد مشاراكتها الدولية والمحلية باختيارها كمصممة للملابس الاستعراضية في أوبريت الجنادرية. وتؤكد المصممة السعودية أمينة الجاسم أن تجربتها الأولى في الجنادرية هي الأولى أيضاً في تصميم الملابس الاستعراضية. وتشير إلى «أن التصميم والاختيار والتنفيذ جرى وفق تراث وزي كل منطقة من مناطق المملكة»، وأنها راعت وبشدة البعد من الابتكار أو التجديد أو التغيير في الملابس بهدف أن يكون العرض أقرب للتوثيق لتراث المنطقة، «فالجنادرية أساساً تقوم على حفظ الهوية الوطنية والتراثية للوطن». ولم تخفِ «الجاسم» تخوفها من نظرة الجمهور والزوار لكونها امرأة تصمم ملابس الرجال هذا العام، ولكنها وجدت تفاعلاً جميلاً وغير متوقع، إذ كان الجميع يتساءلون عن المصمم. وعن آلية اختيار الملابس والألوان، أوضحت «الجاسم» أنها التزمت بالزى الذي يمثل كل منطقة كما هو، واستخدمت أقمشة مصنعة محلياً، بحيث تعبر عن تاريخ هذا الزي ويكون متوافقاً مع اللوحة الاستعراضية، وأيضاً مع كلمات الشاعر الذي كتب «الأوبريت»، «وتم إخراج هذه الأزياء من دون تشويه أو تغيير، وكأنما هي مرجع للمهتمين بهذا المجال». وقد حرصت بحسب قولها أن تبرز هوية الرجل أيضاً بالطريقة الصحيحة، «وتطلب الأمر أيضاً مراعاة توزيع الإضاءة والألوان لنحدث التأثير المطلوب، وأيضاً توفير حاجات المسرح بشكل متكامل»، وفي تفاصيل خاصة لبعض التطوير توضح المصممة أنها أدخلت فن التطريز على الملابس بخيوط وألوان ملائمة، لإضفاء المزيد من الإحساس المتكامل بين الزي واللحن والكلمات، وتضيف: «وضعت بعض كلمات الأوبريت الموجهة إلى خادم الحرمين وولي العهد مكتوبة ومطرزة على «الدقلة» التي يلبسها الرجال بطريقة جميلة وجذابة، فجنادرية 25 هذا العام مليئة بكلمات وأحاسيس شاعرية تعبرعن الولاء للوطن ومحبة القائد، وقد حاولت أن أجعل الملابس أيضاً تنطق وتعبر وتترجم هذه المشاعر».