إنفاق السعوديات على الملابس، يتخذ منحنيات عدة، فما يشغل فكري هو أن نسبة الإنفاق ليست متوسطة وإنما عالية جدا، من هنا دأبت أبحث عن مصممات أزياء سعوديات يعملن تصاميم فريدة، وينتجن ملابس تضاهي الملابس الأوروبية (الماركات العالمية). في مناطق عدة في المملكة رأيت توجها نحو العمل في مجال تصميم الأزياء، كما أن مصممات أبدعن في المشاركة في مناسبات عالمية ما شد انتباه العالم الخارجي الإبداع في التصميم، ودخول المجال من الناحية الاستثمارية دون عقبات، ولا يوجد ما يمنع عملهن، ولاسيما أنني التقيت مع مجموعة أخيرا في أحد المعارض المرموقة، وتبين لي أن عملهن في منتهى السلاسة ويشاركن في المعارض ويبدعن في التسويق، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يتغيب على البعض أن من لا يملك الموهبة غير قادر على المواكبة (استثناء). هذا ما أود أن أطلق عليه العقول الاستثمارية المحلية المهاجرة، لأنها تنجم من العشوائية والتخبط، فمسار العمل الاستثماري في تصميم الأزياء حقق نسبة نجاح عالية ما لم نفكر به، كيف تعمل مصممات الأزياء السعوديات؟ وما هي آليات عملهن؟ وكيف يحصلن على الترخيص، وغير ذلك من تفاصيل، لم اتوصل إلى إجابة لأنه لا يوجد مظلة تتفيأ بها مصمماتنا اللاتي أبدعن، فما يؤسفني أن الإبداع فردي وليس مجتمعيا، فلكل مصممة زبائن ومشاركات وسفر للخارج، وربما يصل الأمر للتصدير إلى شخصيات خارجية، بحسب الطلب، كل ذلك لا يوضع في ميزان عمل السعوديات، فلو حصرنا مصممات الأزياء ذات التوجه الفكري الاستثماري، لخرجنا برؤية جديدة عن استثمارات المرأة، وما يؤرقني أن الجهود فردية، علما بأن تصميم الأزياء مجال استثماري بحد ذاته قائم على الإبداع والابتكار ويحقق دخلا متميزا خصوصا أن المصممة تعمل وسط شريحة مدركة تماما أنها ستحقق لها مطلبها. استوقفتني بعض المصممات اللاتي يشاركن في المناسبات الدولية والعالمية حيث يتكفلن بتصميم عباءات لشخصيات نسائية تأتي للمملكة لهذا للمشاركة بمناسبة مهمة، كما قرأت خبرا عن مصممة سعودية أنها تعرض تصاميمها من العباءات تحديدا في مدينة غلاسكو، في بريطانيا على الرغم أنها طالبة مبتعثة توجهت للدراسة، إلا أن إبداعها لفت انتباه الغرب وهي مهتمة في الملابس التراثية السعودية، هذا استثمار بحد ذاته ملتف بالإبداع والخيال، ناهيك عن مئات المصممات اللاتي يعملن في شتات، هذا ما أود أن أطلق عليه العقول الاستثمارية المحلية المهاجرة، لأنها تنجم من العشوائية والتخبط، فمسار العمل الاستثماري في تصميم الأزياء حقق نسبة نجاح عالية بحسب التجارب الفردية التي تنهمر كالمطر فكل يوم نسمع عن قصة إبداع لفتاة سعودية ونسمع عن مشاركتهن في معارض عالمية، ناهيك عن الجهود التي تتم من خلال التسويق الالكتروني، حيث يستقطبن شخصيات معروفة لارتداء تصاميمهن، وتيار الفوضى محاط بنا وجهودنا في هذا المجال مبعثرة.