(ليديز نايت جالا) أول خطوة في الطريق إلى مهنة نوعية جديدة للسعوديات، وهي مهنة مكتسبة من ثقافات الآخر ولكن بنكهة محلية، حسب القواعد والأصول، والاسم الغربي كما هو واضح تأكيد على هوية المهنة ويعني عرض الأزياء والذي استضافته الخبر مؤخرا بفندق القصيبي لعرض مجموعة صيف 2009 نظمته مجموعة من المصممات السعوديات وشهد مشاركة ما يربو على 400 سيدة أعمال إلى جانب عارضات الأزياء اللائي خضعن لجرعات تدريبية مكثفة لم تزد على بضعة أيام. وشملت المجموعة فساتين للسهرة وللزفاف إلى جانب أزياء تراثية لمناسبة الحنّة، وقد فتح العرض رغبات العارضات لتوطين مهنة عارضة الأزياء بما يتناسب مع خصوصية المجتمع السعودي. شهد العسيري (إحدى العارضات) أوضحت ل”شمس” أن هذه التجربة التي احتضنتها الخبر تعد الأولى بالنسبة لها وحافلة بالخوف في بادئ الأمر ولكن سرعان ما تلاشى ذلك بمجرد وقوفها على مسرح العرض الى جانب المتعة الكبيرة التي رافقتها طيلة أيام التدريب، مشيرة الى أن الأمر لا يعدو كونه هواية وتسلية. وتتفق شيماء العسيري (إحدى العارضات) مع سابقتها في توطين هذه المهنة وسعودتها مشيرة إلى أن مهنة عرض الأزياء تسهم في فتح آفاق للمرأة السعودية كانت محرومة منها، وتقول: “كانت فرصة جميلة وتجربة ثرية بالنسبة لي لم ألق صعوبة في التدريب إلا أن عرض الأزياء يحتاج إلى تمرين الجسم على خطوات معينة” وتضيف: “قد نفتح المجال لغيرنا في أن تكون مهنة رسمية.. لم لا؟” ومن جانبها أكدت سعاد العبدالله (إحدى العارضات) أن هذا العرض يعتبر ثالث عرض تقوم به، وقالت: “عرض الأزياء فن ويرتكز على أسس معينة” لافتة إلى أن ولعها بعرض الأزياء كبر معها منذ صغرها، حيث كانت تتابع عروض بيوت الأزياء العالمية عبر القنوات المتخصصة لذلك ولاقت قبولا من جهة أهلها. وقالت عارضة أخرى (رفضت الإفصاح عن اسمها): “من الصعوبة بمكان أن يتقبل المجتمع فكرة وجود عارضة أزياء سعودية” إلا أنها تؤكد أن عرض الأزياء بالنسبة للفتاة جانب من شخصيتها التي تميل إلى الاستعراض، وتقول: “استطعنا أن نقوم بهذا العرض اليوم فما الذي يمنع وجود عروض بعارضات سعوديات”؟ من جانبها تقول ود بوقري (مصممة أزياء مشاركة في العرض): “هناك جملة من الصعوبات والعراقيل التي تواجه المصممة السعودية؛ الأمر الذي يدفعها الى إقامة عروض الأزياء خارج حدود الوطن” وتضيف: “الحصول على تصريح لإقامة عرض أزياء يمثل لنا صعوبة بالغة، حيث ألغيت لي أربعة عروض في جدة قبل وقت العرض بساعات؛ ما حدا بي أن أوقف عروض الأزياء لمدة سنتين”. ودعت بوقري إلى تأسيس جمعية للمصممات السعوديات تجمع شتات أعمالهن، وهي تحلم بأن ترى على أرض الواقع نظير ما ستقدمه من التسهيلات سواء ما يتعلق بالموظفين والتصاريح والمودلز (العارضات)، لافتة الى افتقار التصميم لقاعدة أكاديمية كتخصص في الجامعات السعودية، نافية في الوقت ذاته غلاء أسعار المصممات السعوديات، مؤكدة أنها تراعي كافة الطبقات.