تفاعلت جهات حكومية عدة مع حادثة وفاة الطفلة رازان الحربي، وإصابة أسرتها بتسمم ناجم عن استنشاق مبيد سام يحظر بيعه وتداوله، إذ تم التشديد على استمرار حملات التفتيش والرقابة على المواقع التي تبيع المبيدات، مثل المحال الزراعية والصيدليات البيطرية والمستودعات التابعة لها بشكل دوري للتحقق من تطبيق تلك الضوابط وإنزال العقوبات بحق المخالفين. وكانت إدارة أحد المراكز الطبية في جدة أوضحت أن قسم الطوارئ في المركز استقبل الطفل ريان (أربع سنوات) وأخته رازان (سنتان) في صحبة والدهما مروان معوض الحربي، وكان الطفلان شبه واعيين ويعانيان من أعراض متشابهة (إعياء شديد، غثيان، دوار، هبوط حاد في الضغط، وضيق في التنفس)، وبعد الفحص السريري المبدئي والتحاليل المخبرية تم الاشتباه بالتسمم بالمبيدات الحشرية المحتوية على مادة فوسفيد الألومنيوم المحظورة. وأكد أن الفريق الطبي أبلغ غرفة طوارئ جدة ومركز السموم بالحال، وتم التنسيق مع كل من مديرية الشؤون الصحية وإدارة الطب الوقائي في المحافظة، للوقوف على حيثيات وتطور الحال، إضافة إلى إخلاء دورية مشتركة من الشرطة والدفاع المدني المبنى مكان الحادثة، والتأكد من سلامة الجيران. وحذرت الجهات المختصة من تداول المبيد القاتل «فوسفيد الألومنيوم» الذي ينتقل من طريق الهواء والمياه وفتحات المجاري سريعاً، فيما تشبه رائحة تفاعله رائحة السمك أو الطبخ ولا يشعر به الفرد مما يجعله يتمكن من أجهزته الحيوية، وبالتالي يتسبب في إصابته بمضاعفات خطرة قد تؤدي إلى الوفاة. يذكر أن رب الأسرة مروان الحربي روى وقوع الحادثة في وقت سابق وقال إنه اشتم رائحة غريبة تصدر من شقة جاره التي تقابل مسكنه ليقوم بالاتصال عليه والاستفسار عما إذا قام برش نوع من المبيدات ليؤكد له ذلك، وأنه سافر إلى محافظة الطائف، عندها تيقن بإصابته وأسرته بتسمم، مضيفاً أنه عند اشتمام المادة توقع أنها صادرة من مطبخ إحدى الشقق كونها تشابه الطبخ في رائحتها، لكن بعد ساعات من بقاء أسرته داخل تلك الرائحة تيقن من الإصابة بالمبيد، لذا انتقل إلى المستشفى على الفور لتظهر على زوجته وأطفاله آثار التسمم.