قبل يومين من بدء تنفيذ قرار مجلس الوزراء بوقف تصدير الخضراوات المزروعة في المناطق المكشوفة، سجلت أسعار أنواع عدد من الخضراوات تراجعاً كبيراً في السوق، فيما يستعد عدد من المزارعين والمستثمرين في الخضراوات وخصوصاً البصل، إلى رفع شكوى لوزارة الزراعة يطالبون فيها بإلغاء القرار الذي تسبب في انهيار الأسعار، خصوصاً مع تراجع الطلب وتكدس كميات كبيرة في الأسواق، وتلف الكثير من منتجاتهم التي كانوا يصدرون 75 في المئة منها إلى خارج المملكة. وتوقع عدد من المزارعين وتجار الخضراوات في سوق الجملة بالرياض، أن تتراجع الأسعار بأكثر من 85 في المئة للبصل والبطاطس والبطيخ الذي انهارت أسعاره منذ نهاية الأسبوع الماضي. وقال المزارع وتاجر الخضار سعد أبو خالد ل «الحياة»: «إن السوق تشهد تكدس كميات كبيرة من البصل، ومن المتوقع تلفه، خصوصاً مع تراجع الطلب عليه، إذ نعرضه بسعر نصف ريال للكيلو فقط في سوق الجملة، ولم نجد من يشتريه». وأضاف أنه اضطر لأن يعطي الجمعية الخيرية ثلاث شاحنات محملة بالبصل، بسبب عدم وجود طلب عليه بأي سعر، إضافة إلى التخوف من تلفه بسبب حرارة الجو، لافتاً إلى أن سعر كيس البصل بالجملة وصل إلى نصف ريال في مقابل 12 ريالاً في شهر رمضان، فيما وصل سعر كيس البطاطس إلى ريالين بعد أن كان يباع بثمانية ريالات. وذكر أبو خالد أنه بسبب اتجاه وزارة الزراعة إيقاف التصدير بداية من بعد غد (الإثنين)، فإنه تم التنسيق بين أصحاب المزارع بإيقاف إرسال الشاحنات إلى السوق، خصوصاً في ظل عدم وجود طلب وتكدس كميات كبيرة منه في السوق. وأكد أن أصحاب المؤسسات الزراعية في السوق سيرفعون شكوى إلى وزارة الزراعة اليوم (السبت)، يطالبون فيها بإلغاء إيقاف التصدير وإيجاد حلول للكميات الكبيرة المتكدسة في السوق، خصوصاً أنه كان يتم تصدير أكثر من 75 في المئة منه إلى الأسواق الخارجية. من جهته، قال تاجر الخضار محمد حسين، إن السوق مكدسة بكميات كبيرة من البصل والبطاطس التي تنتج محلياً والطماطم المستوردة، وتشهد الأسعار تراجعاً كبيراً، إذ كان سعر كيس البصل بعد رمضان بنحو 17 ريالاً، ووصل الآن إلى ستة ريالات، ومن المتوقع استمرار تراجعه. وأضاف ل «الحياة»: «تراجع سعر كيس البطاطس إلى ستة ريالات من 15 ريالاً، وكذلك الطماطم، إذ كان سعر الصندوق الكبير يصل إلى 80 ريالاً، أما الآن فوصل إلى 15 ريالاً». وأكد أن هناك تراجعاً ملحوظاً في الأسعار نتيجة للكميات المتوافرة في السوق، التي تضخها المزارع من مختلف مناطق المملكة، لافتاً إلى تراجع معظم منتجات الخضار، ما يشير إلى تلف الكثير من هذه المنتجات. وذكر حسين أن مختلف مزارع الخضراوات الواقعة في مختلف مناطق المملكة خصوصاً الخرج ووادي الدواسر وتبوك والقصيم والجوف، تضخ كميات كبيرة من أصناف الخضراوات في جميع الأسواق، وهذا ما أسهم في توافر كميات كبيرة أدت إلى تراجع أسعار الطماطم والبطاطس والبصل. أما بائع الفاكهة والخضار فهد بن محمد، فأوضح أن أسعار معظم الخضراوات شهدت خلال الأسابيع الماضية استقراراً، إلا أنه مع نهاية الأسبوع الماضي بدأت الأسعار في التراجع، بسبب ضخ كميات كبيرة من البصل والطماطم والبطاطس أكبر من حاجة السوق، متوقعاً أن يدفع قرار وزارة الزراعة المزارعين إلى تصريف أكبر كمية من منتجاتهم بأي سعر، في حين أن الأسعار بدأت في الانخفاض بشكل لم يتوقعه المزارعون. وأوضح أن سوق الرياض تستقبل يومياً أكثر من 50 شاحنة صغيرة محملة بالبصل وأخرى بالبطاطس وكذلك الطماطم، إضافة إلى الشاحنات الكبيرة المحملة بجميع أصناف الخضراوات، علاوة على الشاحنات الكبيرة المحملة بالمنتجات المستوردة من الخارج. ومن المقرر أن يبدأ بعد غد (الإثنين) تنفيذ قرار مجلس الوزراء بوقف تصدير الخضراوات المزروعة في مساحات مكشوفة، مثل البطاطس والبطيخ والبصل وغيرها، الذي صدر منذ خمس سنوات. وكان وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية الدكتور عبدالله العبيد، أكد في تصريحات منشورة قبل يومين، عدم وجود أي تغيير في تطبيق القرار، وقال إن القرار سينفذ في موعده المحدد بتاريخ 1/11/1433ه، الموافق يوم الإثنين المقبل. وأشار إلى أن القرار ستطبقه الجمارك والجهات المعنية عن طريق منع خروج الشاحنات المحملة بالخضراوات الممنوع تصديرها من المنافذ الحدودية، خصوصاً عقب منح المزارعين المصدرين مهلة كافية. يذكر أن منع تصدير خضراوات المساحات المكشوفة يأتي بناءً على قرار مجلس الوزراء رقم 335، الصادر بتاريخ 9/11/1428ه، والقاضي بالموافقة على قواعد وإجراءات ترشيد استهلاك المياه، وتنظيم استخدامها في المجالات الزراعية في جميع المدن والقرى والهجر في المملكة، الذي نص في فقرته الرابعة على «وقف تصدير منتجات الخضراوات المزروعة في مساحات مكشوفة، مثل البطاطس والحبحب وغيرها تدريجياً، وذلك خلال خمس سنوات مقبلة»، وستقوم وزارة الزراعة بإيقاف تصدير تلك الخضراوات بداية من بعد غد.