أبلغ رئيس جنوب السودان سلفاكير ميادريت الوسيط الأفريقي ثابو مبيكى بعدم رغبة بلاده في توتير العلاقات مع الخرطوم، وجدد التزام جوبا التنفيذ الكامل لاتفاقات التعاون التي أبرمتها مع السودان. وأجرى مبيكي مشاورات مع المسؤولين في جنوب السودان، بعد لقاءاته مسؤولين في الخرطوم، وقال إنه سعيد بتأكيد الطرفين التزامهما اتفاقات التعاون واستعدادهما تنفيذها وتسوية القضايا العالقة. وكان نائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح نقل إلى مبيكي قبل مغادرته إلى جوبا، قلق الخرطوم من عدم تنفيذ دولة الجنوب الاتفاقات المبرمة بين الطرفين في ما يتعلق باستكمال الترتيبات الأمنية ومعالجة قضايا الحدود. وأكد وزير خارجية جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين ان موقف حكومته بشأن اتفاق التعاون لا يزال واضحاً، وشدد على التزامها تنفيذ الاتفاق حرفياً وبالروحية ذاتها التي رافقت مناقشتها وتوقيعها. وأضاف برنابا أن سلفاكير أبلغ مبيكي الذي يزور جوبا، رغبة حكومته في الحفاظ على علاقات قوية مع الخرطوم، لافتاً الى أن جنوب السودان يشجع الاجتماعات مع مسؤولي الحكومة السودانية. ولفت الوزير الجنوبي الى اجتماعه الأخير مع نظيره السوداني على كرتي بشأن مجموعة من القضايا الثنائية بين البلدين، وتابع: «علاقاتنا مع السودان سجلت خطوات مشجعة وتحركت في اتجاه جيد في مجموعة واسعة من القضايا». وأوضح برنابا إن الاتفاق بشأن النفط يجري تنفيذه حالياً و»إن كانت هناك بعض التحديات»، في مسائل تتعلق بالحدود ومناطق متنازع عليها. وفي المقابل قال مبيكي إن الحكومة السودانية ملتزمة مثل السلطات في جوبا، التنفيذ الكامل للاتفاق، كاشفاً عن أجتماع للآلية السياسية والأمنية المشتركة قريباً للنظر في إنشاء مناطق منزوعة السلاح على حدودهما المشتركة، وزاد: «سنحاول عقد اجتماع لوزراء الداخلية للتعامل مع تنفيذ اتفاق حول مواطني كلا الدولتين». وعن النزاع بين الدولتين على منطقة أبيي، قال مبيكي إن القضية في أيدي الرئيسين عمر البشير وسلفاكير، قائلاً: «يجب عليهما ألا ينسيا منطقة أبيي، ولكن كما قلت قبل فإننا في الآلية مسرورون جداً للمواقف التي اتخذتها الحكومتان والتزامهما المستمر تنفيذ الاتفاق، والقيام بكل ما يلزم للتنفيذ». إلى ذلك، أعلنت المعارضة في جنوب السودان رفض زعيمها رياك مشار تولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية التي اقترحها وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (إيغاد). وقال الناطق باسم وفد المتمردين في محادثات السلام يوهانس فوك إن مشار رفض أن يتولى منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية ورفض الإفصاح عن أسباب ذلك، معلقاً على الأمر بأنه «مواقف تفاوضية». وقال فوك إن وسطاء (إيغاد) قرروا تعليق المفاوضات بين أطراف الصراع في جنوب السودان مدة أسبوعين، على أن تستأنف في 13 أيلول (سبتمبر) المقبل، عقب دراسة كل طرف اقتراحات الوساطة تمهيداً للتوصل الى اتفاق خلال المهلة التي حددها زعماء دول المنظمة والمحددة ب «45 يوماً». ورأى رئيس حزب «الحركة الشعبية للتغيير الديموقراطي» المعارض ورئيس وفد الأحزاب السياسية في مفاوضات أديس أبابا لام أكول في تصريح، أن نظام الحكم الفيديرالي هو الحل الأمثل لأزمة دولة جنوب السودان، كونه يستوعب التنوع السياسي والقبلي والثقافي.